تشابه بين حياة الشعوب في القرن الثالث عشر و الحادي والعشرين ../ محمد المختار هدم

يقال أن القرن الذي نحن فيه القرن الواحد والعشرين يتشابه كثيرًا مع القرن الثالث عشر ففي القرن الثالث عشر الميلادي دخلت بلاد الشرق النفق المظلم وبسبب أحداث سياسية متلاحقة وحروب وجد المسلمون أنفسهم محاصرين بين جيوش جنكيز خان وبين هجوم الحملات الصليبية،التي محت في طريقها الأخضر واليابس وأغرقت البلاد في بحور من الدماء. أصبح العالم مسرحا للدمار وانعدم السلام ، كحال عالمنا الآن، صار الجميع فيه يبحث عن وسائل للنجاة والسلام النفسي …حرب الجميع على الجميع من كل اتجاه المسلم يقتل أخيه المسلم والمسيحي يقتل أخيه المسيحي، المسيحي يقتل المسلم والمسلم يقتل المسيحي في خضم هذا كله ظهر مولانا جلال الدين الرومي، يبحث عن طريقة لعودة السلام، فطلب من المسلمين أن يتماسكوا ويحافظوا على وحدتهم بالسلم. اليوم وأنا أطالع خطاب معالي العلامة عبدالله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه رئيس منتدى أبوظبي للسّلم و رئيس المؤتمر الإفريقي وصلت إلى الفقرة ((بالسلم تحقن الدماء المعصومة وتحفظ الحرمات المصونة، وبالسلم تحقق المصالح وتعمر الأرض، والسلم يتسع لكل المطالب، فمن كان مطلبه التنمية فالسلم طريقها وبساطها، ومن طلب الحكامة الرشيدة فبالسلم تنال وعليه تشاد دعائمها، ومن كان يطلب الدين والشريعة فالسلم هو مفتاحها، فبالسلم تقام في المساجد الصلوات، ويرفع في المآذن النداء والدعوات، وتصان الكليات الخمس التي بها قوام الديانات (الدين والحياة والعقل والملكية والعائلة))). أدركت أن علامة بن بيه من طراز مولانا جلال الدين الرومي جمع كلاهما بين علم القال وعلم الحال، هناك أوجه كثيرة للشبه العلم وتشابه الأزمنة
جاء في كتاب ” الملاحم ” لأبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها )
نبوغ العلامة الشيخ عبدالله بن بيه وتفوقه العلمي وقدمه الراسخة في العلم والمعرفة، كل هذه الصفات تجعله من العلماء المجددين الذين تقع عليهم مسؤولية وأمانة كبيرة، حفظه ورعاه وأناله في الدارين مناه متعنا الله به سنوات عديدة مديدة بصحة جيدة وعافية
منذ وقت طويل وأنا أود الكتابة عنه لكن لم تحن لي الفرصة وها أنا أكتب عنه تجاسرًا مني وتطاولًا فلا أستحق أن أكون تلميذًا لتلميذه لكنها ” الترشة”.

مقالات ذات صلة