خواطر : وجهة نظر حول تمكن الرجل من قيادة البلد إلى بر الأمان…/ خديجة ابراهيم
تعددت وجهات النظر حول تمكن وقدرة الرجل على قيادة بلاده نحو الأمان، لكن من وجهة نظر أخرى تجاه السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، هناك ماهو أعمق جوهرية ، بكثير مما يتصوره البعض ،حين نتناول المسألة من جانبها المنطقي والإنساني وحتى العقلانى .
واجه الرجل الكثير من التحديات القوية في بدايات تقلده للمنصب ، تمثلت في أدوار سياسية ،واجتماعية واقتصادية متنوعة، وفي كل مرة ،يثبت الرجل ان الاستسلام والتراجع هو ضرب من الضعف والخنوع فيتجاوز تلك العوائق والصعوبات بشكل متميز، ويبعث للاحترام والتقدير .
فالبرغم من قوة وسائل المجابهة التي يتقدم بها الرجل، إلا أن الظواهر الاجتماعية والوطنية مافتئت تطل علينا في كل مرة وبقوة مفرطة ، راقت نوعيتها وكيفيتها، كثيرا لبعض المتربصين الذين لا يبرحون المحاولة في تقويض ماقام به الرجل من إصلاحات ومحاولات لتحسين ظروف البلد والمجتمع.
علينا أن لاننسى ومن طبعنا النسيان والتجاهل والتحامل كبشر ، ان الانجاز الأكبر الذي يتغافل ويوشح هؤلاء النظر عنه ،هو تلك المحاولات والهجمات المسلحة التي تفاقمت على حدودنا لسنوات من مجيئه ، أراد أصحابها مراراً و تكراراً على مايبدو جليا جر واستدراج بلادنا وجيشها الى حروب وكالة لا تعرف ماهية عواقبها ، بيد أن الرجل بحنكته وفطنته العسكرية رفض رفضا باتاً تلك المراوغات ووضع منهجية للمواجهة ،هي الدبلوماسية الناعمة التي كانت شيئا ما غاية في امتصاص الخطر.
هناك أيضا مسألة المنقبين عن الذهب والمعادن في مقاطعة الشامي وما أحدثته ، من جدل إنساني وسياسي وأمني رهيب ، شغل فكر وهاجس الجميع ، دفع الرجل بالوقوف إلى جانب القضية كما لو أنه صاحبها ،فوجه خطابه الشهير أمام آلاف العاملين والمنقبين وكان لهم عونا و سندا ومؤازرا وحاضرا في الميدان ومحفزا ومشجعا رغم كل المحاولات أيضاً.
هناك أيضاً تحديات بالغة الخطورة جابهها الرجل في بداياته ، كورونا التي ضربت العالم وتركت كوارث كبيرة منها البشرية والاقتصادية والسياسية ، غير أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كان استثنائياً في المعالجة والمواجهة واعطى تعليماته للجميع ،وقاد الدولة ومؤسساتها آنذاك نحو حملة أمنية وصحية وإعلامية واسعة كان لها الأثر الإيجابي في تخفيف الضرر وتقليص نسبة الوفيات بين صفوف المواطنين ، لم يكن ذالك وحده ، بل تجاوز الأمر الى خلق حالة استنفار دائمة، انعكست إيجابيا على إستمرار المؤسسات الحكومية والخاصة في عملها دون تقليص راتب واحد أو تسريح عامل واحد ،ولم تتوقف الحياة البتة ، لكنها إستمرت وباستثناء رائع وأكثر ، أشاد بأعجوبته العالم بعد ذالك.
أيضاً من يذكر معي بدايات حكم الرجل حين كثرت الجرائم الاجتماعية في عدة مناطق من البلد ،وبشكل لافت ومريب حقا ، مما دفع بالرجل إلى اتخاذ قرارات وخطوات كان من شأنها التخفيف والتقليص من تلك الظواهر الاجتماعية التي باتت تثير قلق الجميع.
بدايات الرجل أيضاً تخللها الكثير من التحديات السياسية ،من يذكر مع سنة ألفين وتسعة عشر ، وما شاب تلك الفترة من أزمات كادت تدخل البلاد دوامة لامتناهية من الصراع المميت ، بسببه قامت الدولة ،بإتخاذ قرار أمني واسع ، يمنع التواصل بين الأفراد والجماعات تفادياً لنشر الإشاعات والبروباكاندا المدمرة ،حتى تجاوزت البلاد الخطر القائم وقتها.
من يذكر معي ألفين وأربعة وعشرين الحالية بعد إجراء الانتخابات وتلك الليلة الحالكة التي بات جميع الموريتانيون يحبسون فيها الأنفاس ، ويضعون أيديهم على أفئدتهم خوفا ورهبة ينتظرون ويترقبون بلهفة ويتساءلون من هو الفائز ؟ ومن الذي سيقود البلاد للأمان حقا ، وما تلاها من تحديات سياسية و اجتماعية كبيرة ، انعكست سلبياً على إستقرار وأمن الدولة في إحدى مدننا الداخلية.
من يذكر معي خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الأخير بمناسبة الذكرى الرابعة والستون من عيد الإستقلال الوطني وما تعهد به للمعلم والمؤسسات العسكرية من تحسينات ، نزولاً عند رغبة هؤلاء وتقديرا لهم ولما قدموه من خدمة علمية وأمنية لهذا الوطن.
الخطوات والمسارات التنموية والاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية ،حاضرة في ذهن الرجل ،لكن ،من يتنكر لذاته ويضع اهتمام الرجل نصب عقله وعينيه ليرشد الهمة إلى مسارآمن ،ويصدق في كلمته الفصل ،لدعمه ومؤازرته بشكل حقيقي وعميق لتجاوز هذه المطبات والجدال ،والتحديات التى لا تنتهي حتى تتربع أخرى في المواجهة. ( الحادثة الأخيرة).
فاليواصل ويستمر هؤلاء الرجال الوطنيون بمعتقداتهم ووطنيتهم وانتماءهم ، في نهج الإصلاح والتنمية ، لتبديد وتفكيك الأفكار الرجعية البائدة ، ولايكترثوا لماهو ماض، ويعطوا للوطن المزيد مما يستحقه ، واتمنى بالمقابل أن تكون هناك خططاً أمنية ميدانية في الحاضر القريب ، تعمل على تكثيف دوريات المراقبة والمتابعة في كل أنحاء البلاد لمنع الحوادث الإجرامية والظواهر الاجتماعية المقيتة من الانتشار والتوسع.
خديجة إبراهيم