رأي : عن الاصلاح في المأمورية الثانية ../ الشيخ احبيب
تنتظر رئيس الجمهورية والحكومة المقبلة الكثير من التحديات والآمال المعلقة عليهما في هذه المرحلة
لن يكون هناك إصلاح شامل وتنمية متوازنة مالم يتم تصحيح الاختلالات الواقعة في رسالة وسائل الإعلام ولن يتأتى ذلك إلا بالقناعة الراسخة أن
إصلاح الإعلام هو سلاح مواجهة كل تلك الاختلالات والتحديات.
قد يكون الرئيس واعيا لهذه المسألة لكنه ربما يواجه صعوبات في تصحيحها نظرا لأن الوضع تتحكم فيه تراكمات من الفساد الذي أصاب الهياكل والمؤسسات وجعل وسائل الإعلام تلعب دورا سلبيا أي عكسيا نتيجة الفساد والتمييع.
اعتقد ان الرئيس اذا كان يريد فعلا لهذه المأمورية أن تكون أفضل من حيث الفعل والنتيجة مطالب بالاهتمام اكثر بإصلاح الإعلام لأنه هو سلاح المرحلة. ..
لا شك ان الإعلام عانى في بلادنا منذ الاستقلال حيث لم يتم رسم ولا تبني استراتيجية محددة المعالم والأهداف بل ظل رهين سياسات غير ثابتة تطبعها المزاجية وتخضع لأغراض شخصية.
فلهذا ولغيره كانت المخرجات باهتة ولا تسمح بوصول الرسالة الصحيحة للمتلقى والجمهور عموما وهو ما انعكس في مستوى الوعي الجمعوي وعدم نفاذ الخدمة وفق المعادلة الصحيحة للناس.
ولعل ما نشاهده من انتشار للفساد والغبن والأمية ناجم عن ذلك فنحن في عصر بات للصحافة الحقيقية دور في التنمية وهي مسألة تتطلب من الحكومة والرئيس العمل بشكل مجرد من أجل تصحيح الوضعية وهي قضية لا تتم إلا بوضع خطة ممنهجة تتضمن أيضا اختيار المسؤولين المناسبين في مستوى وموقع ودائرة الصحافة , وليس من خارجها فكثيرا ما راح دور الإعلام ضحية تولي شأنه بعض المسؤولين الذين لم يخرجوا من صلب الصحافة والإعلام
ونحن في الحقيقة بحاجة إلى رؤية جديدة لهذا القطاع تراعي الأخطاء السابقة وتصحح الاختلالات بما يوفر مؤسسات إعلام قادرة على رفع التحدي…!!