الشيخ حمدا ولد التاه.. رحيل موسوعة من العلم والفضل

 

تلقيت ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة العلامة الجليل مربي الأجيال بعزم كالجبال وفهم يعجز عنه الرجال، شيخنا حمدا بن سيدي بن المختار أم (اتَّاه) بن محمذن بن أحمد بن محمد العاقل.
وبهذه المناسبة الأليمة أعزي أسرة الفقيد ذي الرأي السديد والعقل الفريد في هذا المصاب الشديد الذي لا نقول فيه إلا ما يرضي الرب، كما أعزي الموريتانيين والأمة الإسلامية جمعاء.
لقد كان الشيخ حمدا رمزا علميا وطنيا ودوليا، رفع الله به راية البلاد ونفع به العباد، على أنه كان من الصلحاء الزهاد.
لم يكن رحيله أمرا بسيطا، بل هو ثلمة في الدين ورحيل موسوعة كبرى من العلم والأخلاق والقيم الأصيلة، وقد ورد في الحديث قول النبي، صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا”.
هذا بالإضافة إلى ما حباه الله من القبول الذي لا يختلف عليه اثنان ولا تنتطح فيه عنزان، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا أحب الله العبد نادى جبريل إنَّ الله يحب فلاناً فأحببه، فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض”.
ووري الثرى بمدفن المدروم إزاء والده العلامة سيدي بن اتاه (ت 1362هـ) وحق لنا أن نستشهد بأبيات العلامة الشاعر امحمد بن أحمد يوره إذ يقول:
على الربع بالمدروم أيه وحيه
وإن كان لا يدري جواب المؤيه…
لا نقول من الجواب في هذا المقام سوى الترضي والترحم على روح شيخنا الطاهرة، فرحم الله العلامة حمدا بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، مع الذين أنعم عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

بقلم الدكتور/ أحمدو ولد الأمير ولد آكَّـاهْ

مقالات ذات صلة