معا ضد العدوان والاحتلال في فلسطين (نداء إلى القادة
ينفذ النظام الصهيوني هذه الأيام، على مرأى ومسمع من العالم، وبدعم ورعاية وحماية من الولايات المتحدة الآمريكية وبعض الدول الغربية، حلقة جديدة من أعنف وأشرس حلقات مسلسلها العدواني المستمر منذ عشرات السنين، احتلالا وتنكيلا وتدميرا واعتقالا واغتيالا وتهجيرا وتقتيلا وتدنيسا للمقدسات وحصارا للشعب الفلسطيني في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد تصاعدت وتيرة العدوان الأهوج في حلقته هذه بشكل غير مسبوق، وذلك بإيغال آلة الحرب الصهيونية في تدمير المباني والأحياء السكنية والمدارس والمساجد والكنائس والأسواق والمستشفيات مرورا وليس انتهاء بقصف المستشفى الأهلي، وما واكب ذلك كله من مجازر وحشية راح ضحيتها آلاف مؤلفة من الشهداء والمفقودين والمصابين جلهم من النساء والأطفال والشيوخ. ولم يسلم المرضى ولا عمال الإغاثة ولا الطواقم الطبية من هذه المجازر، كما لم تكتف القوات الصهيونية بما فرضته من حصار على غزة طيلة 17 عاما، بل مضت أبعد من ذلك إلى العمل على قطع كل أسباب الحياة، بما فيها الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود، وغيرها من ضرورات الحياة اليومية. وبذلك تكاملت أركان واحدة من أشنع حروب الإبادة الجماعية في القرن الحادي والعشرين. وما كان لقوة الاحتلال أن تتمادى في مسلسلها العدواني وتتجاوز فيه كل الخطوط الحمراء، في استهتار صارخ بالقيم الإنسانية وتجاهل مطلق للقانون الدولي والمواثيق الأممية وقرارات الأمم المتحدة لولا ما ظلت تحظى به من دعم وحماية من لدن الولايات المتحدة الآمريكية وبعض القوى الغربية التي استرخصت الدم الفلسطيني وتعودت الكيل بمكيالين، ولم تقم أي وزن لمشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين ومن المسيحيين ومن سائر شعوب العالم المحبة للعدل والسلام، متجاهلة ما يمكن أن يكون لذلك من أثر على السلم العالمي كله.
إن غض الطرف عن هذه التصرفات الهوجاء، والاستمرار في مؤازرة الظالم ضد المظلوم لا يمثل مشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني فحسب، بل هو عدوان على كل نفس بشرية وتهديد للسلم العالمي، لما فيه من التنكر لقيم العدل والإنصاف التي لا سبيل بدونها للعيش المشترك الآمن على هذه الأرض.
لذلك، ومن منطلق التضامن مع الشعب الفلسطيني والإيمان بحقه، ككل شعوب العالم، في الدفاع عن نفسه وفي العيش بسلام على أرضه واستعادة حقوقه كاملة، وحرصا على السلم العالمي، فإننا:
أولا – نناشد قادة الأمتين العربية والإسلامية أن يتبنوا موقفا موحدا صريحا وحاسما تجاه المعتدي ومن يدعمونه، وأن يسندوا إخوتهم الفلسطينين بكل الوسائل المتاحة، بدءا بالضغط دبلوماسيا واقتصاديا على الدول الراعية للعدوان لكي تتوقف عن دعم النظام الصهيوني، ولتفرض على قادته الوقف الفوري للعدوان ورفع الحصار الجائر والكف عن كل ممارسات التهويد والتصعيد؛
ثانيا – نذكر الأمم المتحدة والدول الكبرى، ودول الغرب التي ترعى الكيان الصهيوني وتدعمه بأن عملية طوفان الأقصى وما سبقها وتبعها من جولات الصراع ما هي إلا ثمرات لغرس الاحتلال وللممارسات العدوانية في فلسطين والأراضي العربية. وهي نتيجة طبيعية لعدم قيام المنتظم الأممي بواجبه في نصرة المظلوم، وفي تغليب قانون الحق على قانون الغاب. ولذلك فإن تحقيق السلام وصيانته يتطلب العمل على:
1- الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي؛
2- رفع الحصار فورا وبشكل كلي عن غزة وتيسير الولوج العاجل لكل أسباب الحياة بما فيها الماء والغذاء والكهرباء والدواء، وغيرها من مستلزمات العيش الكريم.
3- محاسبة القادة الصهاينة على ما ارتكبوه من مذابح بحق الشعب الفلسطيني باعتبارها جرائم ضد الإنسانية، وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحكمة الجنائية الدولية؛
4- السعي لمعالجة مشكل الصراع من جذوره، وذلك بالعمل على إنهاء الاحتلال والتمكين للشعب الفلسطيني على أرضه بما يقتضيه ذلك من تحرير الأسرى وعودة اللاجئين ووقف أعمال الاستيطان والتهويد في المسجد الأقصى وفي سائر الأراضي الفلسطينية.
ثالثا – ندعو قادة الأمتين العربية والإسلامية وقادة دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية إلى إطلاق برنامج عاجل لإعادة إعمار غزة والأراضي الفلسطينية، فور توقف العدوان، والعمل على وضع آلية دولية ناجعة تضمن حماية الشعب الفلسطيني وتمكينه من استعادة حقوقه على أرضه وبناء دولته الحرة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
بإمكانكم التوقيع بإضافة اسمكم وصفتكم