ألمانيا: واقع متعدد الأقطاب يتشكل ويتعين تنظيم التعاون فيه
17 سبتمبر, 2023
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك
الهدهد (نواكشوط) – أكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك أنه العالم يعرف الآن تشكل واقع متعدد الأقطاب، مشددة على أن “يتعين علينا تنظيم التعاون فيه”، معتبرة أنه من الجلي أننا نعيش اليوم في واقع جيوسياسي مختلف عن عصر الحرب الباردة، فمن حسن الحظ أن المواجهة بين الكتلة الشرقية والغربية أضحت من الماضي.
وقالت بيريوك في مقال لها تحت عنوان: “50 عاما على تمثيل ألمانيا داخل الأمم المتحدة” إن عددا متزايدا من الدول ذات الرؤى المختلفة يطالب بحق المشاركة في صياغة النظام الدولي، مردفة أن هذا أمر صحيح وسليم. بل وكان من المفروض الإصغاء بشكل أفضل لصوت هذه الدول منذ زمن طويل.
وأضافت رأس الدبلوماسية الألمانية – في المقال الذي وصلت وكالة الأخبار المستقلة نسخة منه – أن ألمانيا انطلاقا من هذا الهدف ستسعى إلى تعزيز شراكاتها مع جميع الدول حول العالم التي تعول على نظام دولي مبني على القواعد والقانون.
ورأت الوزيرة أن هذا النظام ليس “أيديولوجية غربية” كما يزعم البعض اليوم. بالعكس تماماً! فهو مبني على ميثاق الأمم المتحدة وبالتالي على القناعة العالمية بأن جميع الدول والأشخاص يتمتعون بالحقوق ذاتها، وهذا بغض النظر عن مدى نفوذهم، وأنه لن يُسمح مجدداً لأي دولة بالعدوان على دولة جارة.
وأعلنت وزيرة الخارجية الألمانية ترشح بلادها لعضوية مجلس الأمن للفترة 2027 و2028، مردفة أن الألمان يحملون مسؤولية خاصة من أجل العمل على تعضيد ميثاق الأمم المتحدة.
ورأت الوزيرة أن من يشككون في هذا النظام مدينون بالإجابة على السؤال الذي يطرح نفسه هنا، وهو على أي مبادئ وأسس يريدون بناء نظام أفضل وأكثر عدلا.
وأكدت أن بلادها تسعى للارتكاز على ما أنشئ في عام 1945 وتم تطويره بشكل مستمر منذ ذلك الحين. وتدرك أن هذا النظام ليس كاملاً وأن عليهم تكييفه ليتناسب مع العالم الجديد.
وأضافت الوزيرة أن من واجبهم القيام بهيكلة المؤسسات المالية الدولية والهيئات المعنية بالصحة وأيضا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشكل يعطي شركاءهم في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا صوتاً متناسباً في هذه الهيئات، كما تشمل مسؤوليتهم وضع أهداف التنمية المستدامة في قلب الأمم المتحدة.
وأردفت أن عملهم يشمل أيضا رفع الطموح فيما يتعلق بالحد من أزمة المناخ التي تشكل أكبر تهديد في زمننا الحاضر، وهذا عن طريق خطة واضحة المعالم هدفها التوقف عن استخدام الطاقات الأحفورية. وكذلك عن طريق التضامن مع الدول الأكثر تعرضاً للخطر والتي تعاني بشكل خاص من تبعات أزمة المناخ.