رأي حر .. اطلاع رئيس الجمهورية على أحوال الرعية ..سنة حسنة…/ المختار ولد خيه

 رغم حاجة فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الشديدة للراحة بعد عام كامل من متابعة الشأن العام، توجيها وتأطيرا ومتابعة، ومن الحضور الدبلوماسي القوي والمؤثر في المحافل الدولية، إلا أن روح المسؤولية والتواضع ظلت تجبره على قطع عطلته السنوية القصيرة بين الفينة والأخرى، لتقوده نحو التفاعل مع مواطنين بسطاء في أماكنهم البعيدة عن الأنظار، في التحام تاريخي لم تعهده البلاد بين قمة السلطة وقاعدة الشعب.

لقد حرص رئيس الجمهورية، وهو يقود سيارته بمفرده في رحلة لا تصحبه فيها غير سيارة واحدة لأمنه الشخصي الضروري لكل شخص بحجم مسؤولياته، حرص على الوقوف على أحوال مواطني الأرياف حيث هو، فالتقى بالراعي ليسأله عن أحواله ويطمئن عليه ويعيش معه تفاصيل حياته اليومية، بعيدا عن التكبر واللا مبالاة.
وزار خياما مضروبة بأرض فلاة، ليجلس بين أفراد العائلة البدوية المعزولة وكأنه أحد أفرادها.. يتحدث بأريحية ودونما أي شكل من أشكال لبروتوكول، ليمنحهم الاطمئنان ويستمع منهم دونما تحفظ، ومن غير ترجمان ولا من وراء حجاب.
تواضع عرف عنه منذ تدرجه في السلم الوظيفي، وحافظ عليه وهو يؤسس لأقوى جيش في المنطقة، وأبان عن جوهره وألقه منذ أول يوم استلم فيه السلطة، بل وقبل ذلك حين أعلن نيته الترشح للرئاسة، فكان خطابه تصالحيا، وبشاشته للمعارضين قبل الموالين ظاهرة، وأفعاله المشركة للجميع في شأن وطنهم مشاهدة، واهتمامه بشؤون الطبقات الهشة مجسدا على أرض الواقع.
لقد عبر فخامته للمواطنين البسطاء، الذين التقاهم خلال عطلته، عن انشغاله بهمومهم واستعداده لحل مشاكلهم، وفتْح بابه أمام لقائهم متى ما أرادوا، هم وغيرهم من أمثالهم في مختلف بقاع الوطن، مؤكدا أنه لولا قصر مدة العطلة، وكثرة الانشغال بالقضايا الكبرى التي تنتظره، لواصل السير في طول البلاد وعرضها ليزور أكبر كم من المواطنين للوقوف بنفسه على أحوالهم.
فبهذا الشكل من الزيارات الميدانية السرية والمفاجئة والهادئة، والتي تجري بعيدا عن حملات الساسة وعدسات الصحافيين وحشود الوجهاء، يكون فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ  الغزواني  قد سن سنة حسنة في الإطلاع على أحوال الرعية وجها لوجه.

بقلم المختار ولد خيه

 

مقالات ذات صلة