تخرج دفعة جديدة من ضباط الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة

أكد قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية أن هذا التخرج يذكر بالجهود التي بذلتها بلادنا خلال السنوات الماضية من أجل إعادة هيكلة القوات المسلحة وتحديثها وتحسين مهاراتها وتعزيز قدراتها العملياتية، وجعلها قادرة على مواجهة مختلف المخاطر والتهديدات وضمان الأمن والاستقرار، في الوقت الذي تواجه فيه منطقتنا تحديات أمنية كبيرة على رأسها التطرف العنيف والجريمة العابرة للحدود والتهريب بجميع أنواعه. وأشار أن تخرج دفعة جديدة من الضباط العاملين بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بعد ثلاث سنوات من التكوين المهني والأكاديمي يشكل إضافة نوعية لجهود إعداد قادة المستقبل، الذين سيحملون الأمانة ويطلعون بواجب الدفاع عن الوطن وصيانة حوزته الترابية، متسلحين في سبيل ذلك بالمعارف والمهارات العسكرية الحديثة.
و هذا الحدث يشكل فرصة لتتويج جهود الطاقم التأطيري للأكاديمية، والتكوين الأفراد، إدراكا منه بأن العنصر البشري يعد حجر الزاوية في الاستراتيجيات الدفاعية الحديثة، وبأن الأمن هو الذي يوفر الحاضنة الحقيقية للتنمية والاستقرار والرفاهية.
والخرجيين مقبلون على الاندماج في الواقع العملي ومواجهة إكراهات المهنة، وما يترتب على ذلك من مسؤوليات جسام تقتضي منكم تمثل القيم والمعارف التي حصلتم عليها خدمة للمصلحة العليا للوطن”، “فلتأخذوا بقوة الإرادة والشجاعة والإخلاص، التي هي أهم صفات الجندية.
وطلب قائد الأركان العامة للجيوش الطلبة الضباط إلى ضرورة الاستفادة من المهارات التكوينية، حاثهم على أن يسترشدوا بتجارب من سبقوهم، وليجعلوا من الأداء المتقن للمهام هدفهم الأول عبر اعتماد التكوين المستمر الساعي إلى تنمية قدراتهم المعرفية والبدنية ضمانا لتحقيق الأمن والنظام والسهر الدائم على احترام قوانين الجمهورية جاءت كلمته خلال.أشرف وزير الدفاع الوطني، “حننه سيدي”، اليوم رفقة قائد الأركان العامة للجيوش، الفريق “مختار بله شعبان”، ووالي آدرار المساعد، “سيداتي القطب” على تخرج الدفعة التاسعة والثلاثين من الضباط العاملين من الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار. من جانبه أكد اللواء “الداه محمد العاقب”، قائد الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار، أن الأكاديمية تتشرف بأن تقدم دفعتها التاسعة والثلاثين من الطلبة الضباط العاملين، “دفعة الشهيد الملازم أول طيار إسماعيل سيدي محمد تغمده الله برحمته الواسعة، وأدخله فسيح جناته”، التي تضم (66) ضابطا، منهم (43) من الجيش الوطني، و(9) من الحرس الوطني، و(10) من التجمع العام لأمن الطرق، و(2) من جمهورية مالي، و(2) من جمهورية السنغال، و(1) من جمهورية النيجر.
وانطلاقا من الإصلاحات الشاملة التي عرفتها المؤسسة العسكرية مؤخرا، وما لذلك من أثر إيجابي أسهم في ميلاد أكاديمية عسكرية لمختلف الأسلحة مكلفة بمزاولة كل النشاطات التدريبية بشكل مكثف وصارم إلى جانب تعليم جامعي ونوعي رفيع من شأنه أن يحقق تكوينا عصريا يضمن المواءمة بين التعليم العسكري والتعليم العالي، وهو ما دفع بالأكاديمية خلال العام المنصرم إلى وضع تصور يهدف إلى الرفع من جودة التكوين والتدريب. و من أجل بلورة هذا التصور تم وضع رؤية تكرس الأهداف التربوية المنشودة والنهوض بها إلى أبعد المرامي، حيث شهد العام الدراسي الحالي تشييد وتجهيز حقل رماية يعمل بالمحاكاة خاص بالأسلحة الفردية والقاذف(ر ب ج7) تم الحصول عليه كثمرة للشراكة مع الأكاديمية العسكرية الملكية بمكناس، علاوة على إنشاء متحف يجسد بجلاء ما تزخر به الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة بأطار من آثار ودروس ولوحات تذكارية معبرة.و الأكاديمية تتطلع إلى الولوج إلى تقنيات جديدة تنضاف إلى قائمة الإنجازات المحققة التي تندرج ضمن الرؤية المنتهجة في سياق الدعم النموذجي للتعليم الأكاديمي سبيلا إلى تطوير مناهجه التربوية المعتمدة في التكوين مما يساعد على التأهل بجدارة لنيل شهادة ليسانص في الإدارة والعلوم العسكرية وشهادة قائد فيصل في المجالين التربوي والتدريبي.
و هذه الجهود ماكنت لتتحقق لولا الدعم المادي والمعنوي المعتبر المتواصل من قيادة الأركان العامة للجيوش، فضلا عن التسهيلات الإدارية والتجاوب من لدن الفرق والمديريات التابعة لها، حيث شهدت الأكاديمية تطورا ملحوظا في البنية التحية وتوفير الوسائل من عتاد ومساعدات تربوية.
وخاطب الخريجين قائلا إنكم بتوقيعكم وأدائكم هذا القسم العظيم تجعلون أنفسكم أمام الالتزام بالولاء لوطنكم ولجيشكم في وقت تشعرون فيه بالنصر لما جنيتموه على مدى ثلاث سنوات متتالية من التدريب المتواصل ملؤه الجد والمثابرة”. أما ” محمد عبد الله سيدي محمد سيديا” ممثل أسرة الشهيد الملازم أول طيار إسماعيل سيدي محمد، فقد عبر عن شرفه بالحضور لمراسيم تكريم أخيه الشهيد عبر جعله عرابا للدفعة 39 من الضباط العاملين المتخرجين من الأكاديمية للعام 2023.

وعبر عن خالص شكره للقيادة العامة للجيوش، مؤكدا أن المرحوم من مواليد مدينة بوتلميت للعام 1978، حاصل على شهادة باكالوريا شعبة العلوم الطبيعية سنة 1998، وانخرط في الجيش الوطني عام 2000، حيث ظل يزاول عمله بجد وإخلاص حتى وافاه الأجل المحتوم إثر تحطم طائرة، هليكوبتر كان على متنها في مهمة تدريب بالمملكة المغربية يوم الثالث من شهر يوليو عام 2008، تغمده الله بواسع رحمته، واسكنه فسيح جناته.
هذا وقام وزير الدفاع الوطني بعد ذلك بجولة داخل الأكاديمية شملت حقل الرماية الذي يعمل بالمحاكاة والمتحف العسكري بالأكاديمية، حيث اطلع على هذه الإنجازات التي تشكل دفعا مهما في مجالي التعليم والتكوين، ومن ثم قام بالتدوين في السجل الذهبي للمتحف.

وتميز الحفل، الذي جرى بحضور بعض قادة الأركان وقادة الأجهزة الأمنية والمفتش العام للقوات المسلحة وقوات الأمن، بتسليم الرتبة العسكرية للضباط الخريجين، وتكريم أسرة الملازم أول الشهيد إسماعيل سيدي محمد، فضلا عن تكريم المتميزين من مدرسي ومدربي الأكاديمية، وتقديم استعراضات عسكرية، والتقاط صورة تذكارية لكبار القادة والضباط الخريجين.

مقالات ذات صلة