
ركن المدونين : من لطائف العرب …/ عبد القادر ولد العيل
بعث لي على صفحة الواتساب الزميل محمد عبد القادر ولد العيل وهو صحفي معروف متقاعد تردد صدى اسمه كثيرا على امواج اثير اذاعة موريتانيا هذه التدوينة عن لطائف العرب ولما فيها من حكمة وسخاء حاتمي لخليفة وشاعر اناخ ببابه اردت ان اشارككم اياها :
استدعى أحد الخلفاء شعراء مصر. فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغة ذاهباً إلى البحر ليملأها ماء فرافقهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة.
فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم.
ولمّا رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرثة.
قال: من أنت.؟
وما حاجتك.؟
فأنشد الرجل:
فقال.
ولما رأيت القوم شدوا رحالهم
إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي
فقال الخليفة:
املأوا له الجرة ذهباً وفضة.
فحسده بعض الحاضرين وقالوا للخليفة:
هذا فقير مجنون لايعرف قيمة هذا المال
وربما أتلفه وضيعه.
فقال الخليفة:
هو ماله يفعل به ما يشاء. فملئت له جرته ذهبا.
وخرج إلى الباب ففرق المال لجميع الفقراء.
وبلغ الخليفة ذلك. فاستدعاه
وسأله على ذلك.
فقال:
يجود علينا الخيرون بمالهم
ونحن بمال الخيرين نجود
فأعجب الخليفة بجوابه.
وأمر أن تملأ جرته عشر مرات.
وقال: الحسنة بعشر أمثالها.
فأنشد الفقير هذه الأبيات الشعرية
التي يتم تداولها منذ مئات السنين:
اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ.
ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ أﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ
ﻭأﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞ.
تقضى على ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجات
ﻻ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوﻑ ﻋﻦ أﺣﺪ.
ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﺗﻘﺪﺭ ﻭﺍلأياﻡ ﺗـﺎﺭﺍﺕ
ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟﻌﻠﺖ.
إﻟﻴﻚ ﻻ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟﺎﺕ
ﻓﻤﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ
ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ أموات.
