ومضة…. سرطان مستشر في جسم الإدارة…!! / الشريف بونا

الاربعاء 19  مايو 2022( الهدهد .م.ص)

منذ شهور بل سنوات مضت من عمر هذه المأمورية التي التف الشعب حولها يحدوه الامل في أن تكون جسرا يعبر بواسطته إلى تحقيق الإنصاف من مراحل الغبن الذي عاشه المواطن منذ الإرهاصات الاولى للاستقلال عن المستعمر إلى وقت قريب..
بيد أنما تعهد به رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاباته التي كانت بمثابة انقلاب على القيم الفاسدة والممارسات السيئة في التعاطي مع تسيير الهم العام للبلد وسعيا منه لحصرها في زاوية ضيقة..
لما رافق تلك التصرفات المرفوضة في الفترات السابقة من ضرب عرض الحائط بمصالح المجتمع ونهب ثرواته , حيث شاعت تلك التصرفات وذاعت واستعصى علاج سرطانها المستشري في جسم النخب السياسية وانتقل فيروسه إلى جسم الادارة، مما جعل برنامج” تعهداتي” ظل يدور في حلقة مفرغة ..
صحيح أن الناطق باسم الحكومة نفى الصفة الرسمية عن تقرير وزارة الداخلية المسرب مؤخرا من بعض الجهات الإعلامية الموصوفة لدى البعض بقربها من حزب معارض، فلم ولن يستطيع أن ينفي أن تسريبه ستكون له ردود سلبية على مصداقية عمل جهاز إداري هو صاحب الحل والعقد في بلدنا كما في بلدان العالم من حولنا…

إن على السلطات العليا كما قلنا في “ومضات” سابقة أن تطهر جهازها السياسي والإداري من أصحاب العمل في الظلام عن القرب من مراكز القرار مما يجعل عمل الحكومة يتعرض للهدم من الداخل ولدينا حكمة قيلت قديما ‘” الهدم اسرع من البنيان” ..
إن أخطر داء مزمن مصاحب ومعيق لعمل الادارة ومقوض للخطط والبرامج الحكومية أن يكون فيروس المرض انتشر في جسم مراكز القرار كما هو حادث في النظام الحالي .
فعندما يكون النظام داخل أجهزته من يفشي أسراره ويقوض عمل حكومته يظهر الولاء ويعمل في الخفاء من وراء الحجاب بعكس ذلك لزعزعة اركان الدولة تارة وإثارة الفتن وخلق فضاء موبوء عبر الشائعات لإثارة النعرات بين الشعب من جهة أخرى ..
وما تسريب تقرير وزارة الداخلية الا حلقة من مسلسل بدأ مع بداية المأمورية ومازال يتمدد في جسم النظام ويزداد استفحالا كلما بدأت عقارب الزمن تقترب رويدا من ساعات الحسم في الانتخابات المقبلة…
ويبقى السؤال المطروح بإلحاح هل لدى النظام الجرأة على إبعاد خفافيش العمل في الظلام عن مراكز القرار قبل أن يقلبوا الطاولة على حين غفلة فتسريب الوثائق الادارية الحساسة و بعضها ذا طابع سري لم تعد اخطاء فردية لتكرارها حيث اصبحت عملا ممنهجا للقضاء علي قدسية العمل الاداري و اسقاط هيبة الدولة …؟!
ألا هل بلغت… اللهم فاشهد…؟

مقالات ذات صلة