خاطرة …/ ان يتبعون الاظن…/ خديجة بنت ابراهيم
ا(وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم الا يخرصون )صدق الله العظيم
(قل لو أن عندي ماتستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين ) صدق الله العظيم
لقد كان الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مثالا حسنا لتطبيق هاتين الآيتين ,فمن المعلوم و الثابت أن التحديات التي يجابهها اي نظام في العالم وطريقة معالجتها هي التي تحدد خلال فترة ليست بالقصيرة حقيقة النظام وطبيعته.
,فهذه المعادلة اختزلها الرجل في عامين ,قد يتساءل البعض عن ماهية ما اختزل وماذا حصل وما الذي أنجز أين ومتى وكيف ولن يترك لحسن النية مكانا أبدا, لكن ما سأوضحه في هذه المسألة ليس باستحضار وهمي ولاتضليلى, ولن يخامر العاقل الشك فى دقته مهما كانت نوعية انتقاده ودوافعه وأسبابه إلا إذا كان ذلك مكابرة ,فقد قدر الله لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى أن يمسك بزمام الحكم في ظروف عصيبة وغير مواتية وكان من اهم التحديات التي واجهته في الأشهر الأولى وكما هو معلوم هي أزمة كورونا التي وقف أمامها العالم حائرا و عاجزا لا يملك لنفسه منها شيئا, وهذه النقطة وتفاصيلها لن يدركها إلا أصحاب الاختصاص ممن قد أداروا الأزمات والكوارث والأحداث والحروب ,وهذه عن غيرها تختلف أزمة صحية بطلها مجهول الى حد ذهاب البعض إلى وصفها بحرب بيولوجية تستهدف ساكنة الأرض وتبادل البعض فيها أصابع الاتهام ولا يعرف من فعل من?ولا من يصدق من? ولا من الذى صنع من? غير أن ضحايا الفايروس تجاوزت العدد لتصل الى الملايين في كل أنحاء العالم, وحين نمعن النظر في ما حصل في بلادنا والتي يزيد تعداد سكانها عن أربعة ملايين نسمة فإن هذا الجندي المجهول الهوية كان قادرا على سحقها في فترة وجيزة, قد يتهكم البعض ويسخر ويسترسل فيما اجادت به عليه قريحته من أفكار رجعية د لكن الموضوع في غاية الجدية,حين نسترجع ذاكرة الماضى القريب من حذر للتجوال إلى إغلاق المحلات وجميع المؤسسات الحيوية بما فيها التعليم, ونترك أيضا المسألة هنا لأصحاب الإختصاص من الاقتصاديين والمستثمرين وأهل مكة أدرى بشعابها مالذي حصل وماهي الخسائر المادية وكم هو عددها فبكل تأكيد سيكون الجواب بان كل شئ هو نسبي اذا ما تمت المقارنة بالخسائر الهائلة التي تكبدتها الدول الكبرى حيث تم إغلاق شركات ومؤسسات حيوية وتسريح بعض عملائها ,وتقليص رواتب الموظفين فى كثير من الدوائر الحكومية والأجنبية إلى غير ذالك من الاثار السلبية والفوضوية التى تركتها الجائحة في كل مكان فمن يذكر لي صفة مشابهة حصلت في بلادنا , اما تلك المعنوية والبشرية فالنتركها للجهات المختصة التي قطعت فيها أشواطا كبيرة تستحق الإشادة والتقدير مقارنة بمحيطنا الجغرافي ,ناهيك عن ما يتعلق بتأمين الحدود والسهر للسيطرة على مداخلها ومخارجها وحق لنا ذالك ,لكن العبرة لم تنتهي عند هذا الحد والسؤال المطروح كيف تم ذلك وأي تميمة استخدمت ومن هو صاحبها وكيف تم لنا ذالك ,هنا لابد من الاستسلام للحقيقة ولو قليلا , فالنترك الوهم جانبا ,هناك حتما أيديولوجية ومخطط استراتيجي وطني كانت الدولة تعمل على تنفيذ قواعده بكل دقة وحذر حين كنا فى نلازم بيوتنا خوفا ورهبة على أنفسنا من الموت ولم يعد هناك مجال للتفكير سوى بالنفس فقط , من الذي يستذكر معى تلك اللحظات العصيبة التي عاشها كل الموريتانيين دون إستثناء ,حتى ان البعض هرول إلينا مسرعا تارك ورائه منازل كان يحسبها جنة واختارها يوما بحثا عن تحقيق ذات يعتقد أنها ضاعت في وطن وسيجدها في آخر وهو يكرر أبيات الشاعر بلادى وان جارت علي عزيزة …… فهذه الأزمة ادارها الرجل بحنكة فائقة وبطريقة لا تقبل التأويل.
وتشدني عبارة لأحد حكماء الغرب حين يقول إذا أردت أن تختبر شخصا فسلمه السلطة وعلى الشعب الموريتاني أن لا يجد في ذلك غضاضة فالمسألة لها بعد حقيقى, لو يظل هذا الشعب (دائما ) في ظل كل التحديات والمتغيرات صامدا أو يستسلم لرياح المؤامرات المتواصلة وهو يدرك كل الإدراك أن المقومات والارضية جاهزة وحذارى من (اللجوء) وهنا أعنى الكلمة بشدة.
جميعنا قبل شهر من الآن أيضا يتذكر تلك العملية الجائرة التى حصلت على حدودنا وراح ضحيتها سبعة مواطنين ,فاليعلم أولئك المتربصون ومن تبعهم من المكذبين والباحثين عن الانجازات العينية التي قد تعصف بها أخرى وتبقي أثرا بعد عين أن هذه أيضا أزمة في غاية الخطورة إذا ما عدنا ادراجنا إلى ذكريات الماضى حيث كنا نبحث ونلهث وراء من يوقينا شرا مستطيرا ويقف إلى جانبنا فى أزمة كانت على وشك ان تتحول إلى حرب أهلية ماكانت لتحسب نتيجتها لولا أن تدخل القدر ولن ادخل في تفاصيل هى في الأساس معروفة السيناريو وختم بطولتها احدهم رحمه الله, كيف لنا الجراة على ذالك ,هذه المرة أيضا الأزمة ليست بأقل قدر من سابقتها حين اوفد رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى شخصيات أمنية وطنية وازنة لمعالجة الموضوع لتصدر عن ذلك وثيقة اعتذار أشاد بمحتواها الكثيرون,او ليس هذا إنجازا بربكم أم أنه رياح عابرة بلى وربك ليس الأمر كما يعتقد ,ومن يستحضر معى تلك الزيارة التي أداها وزير الداخلية السيد محمد سالم ولد مرزوك إلى الشقيقة
الجزائر لبحث سبل التعاون الأمنى بين البلدين وقد أسفرت علي هامش تلك الزيارة عدة اتفاقيات كان من بينها تنفيذ مشروع الطريق الرابط بين موريتانيا والجزائر لماذا لم يتعنى أولئك الذين لا يدخرون جهدا في ذكر السلبيات دون الإيجابيات البحث في المسألة لمعرفة ماهو دافع الزيارة ولن أخوض أيضا هنا في أكثر من هذا وهلم جرا المساعدات القيمة للأسر الفقيرة ودعم مئة ألف أسرة عاجزة لتتمكن من الحصول علي الخدمات الطبية اللائقة ولأول مرة في مسيرة تاريخنا الطبى , فاذا لم يكن الحفاظ على تماسك البلد وامنه وبقاء كيانه انجازا فأي انجاز في نظركم يكون فقبل أن نضع عيوب غيرنا تحت المجهر فالننظر إلى أنفسنا قليلا فربما نحتاج إلى سنوات من الإصلاح .
خديجة منت إبراهيم