ريان رسول الانسانية …/ بقلم : المختار الطالب النافع
الأحد 06 يناير 2022 ( الهدهد. م.ص)
حبس العالم انفاسه لخمسة أيام بلياليها وانصبت الانظار إلى قرية “إغران” الوادعة التابعة لإقليم شفشاون المغربية التي تحولت إلى محج لآلاف اختلفت نيات حجهم واتحدوا جميعا في الوقوف الى جانب اسرة ريان المفجوعة.
جاؤوا من كل حدب وصوب ليثبتوا للعالم أن الانسانية تبقى أقوى صلة وإن حالت الحدود المصطنعة دون ابناء اللسان الواحد ،جاؤوا لينشدوا للعالم سيموفونية “منبت الاحرار ،مشرق الانوار ،منتدى السؤدد وحماه ” وليؤكدوا للدنيا لازمة النشيد الوطني المغربي “ان هنا نحيا ” .
تحرك الجميع مشكورين مأجورين من سلطات ادارية ودرك ملكي وقوات مساعدة وحماية مدنية ومتخصصين في الانقاذ والحفر … ليدفعوا بأنفسهم إلى المكان الذي اختار فيه القدر لريان أن يستقر ، وتحديدا غيابات جب كان مأوى للصغير على مدى ازيد من مائة ساعة.
بعين المكان انشغل الكل بالتخطيط للحظة الخلاص وسط قلق غذاه الحرص على سلامة الصغير ودفعه التحدي للم شمله مع عائلته وجيرانه وقلوب الملايين ممن تسمروا وراء شاشات التلفزيونات ومواقع التواصل الاجتماعي لينشدوا مع المنقذين عند خرجه كما اعتاد المغاربة “الصلاه والسلام على رسول الله الاج سيدنا محمد اللهم عجل عليه”.
كثيرون عاشوا عذاب الغياب وربما ازداد شعورهم بالمرارة كلما ردوا مجبرين على تساؤلات اطفالهم المتلاحقة هل أخرج ريان ،متى يخرج ريان أم لا ،شخصيا تابعت كما الملايين اللحظة الفاصلة حين حمل رجال الانقاذ الصغير إلى سيارة الاسعاف وانطلقت تشق الجموع ،ودون ان تكتمل فرحتي وصغيري نعى الناعي ريان.
لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، عاش خمسة أيام في قعر بئر ضيقة وحين أخرج اسلم الروح إلى باريها ليعلم الجميع أن وعد الله حق وان لكل أجل كتاب فإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين.
كامل التعازي لاسرة ريان الصغير وللمغرب الكبير عرفانا بالجهود وتقديرا لما تم بذله في سبيل انقاذ حياة ريان وشكرا لتلاحم العرش والشعب في هذه المحنة التي ابانت عن اهتمام منقطع النظير بالانسان ومشاعره ، وأكدت دون شك قدرة المملكة الفائقة على التحرك وفي الوقت المناسب لاعادة رسم البسمة على وجوه من فقدوا فلذة كبدهم في اعمق وأضيق مكان .
وستظل يا ريان وإن غبت جسدا روحا طاهرة جمعت على مدى خمسة ايام ملايين الناس على مشاعر الانسانية وارادة الحياة وإن عشت قهرا ظلمات بئر القرية المظلمة الضيقة فانت اليوم في نور جنة عرضها السماوات والارض.