تعزية : ترجل فارس الأخلاق في مهنة المتاعب….!!
بسم الله الرحمن الرحيم
( وبشر الصابرين الذين اذا إصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وانا اليه راجعون).
كل نفس ذائقة الموت وانما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز). صدق الله العظيم .
بقلب مؤمن بقضاء الله وقدره
علمت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة المغفور له بإذن الله جاكانا
با بونا.
فبموته ضم لحده رجلا شهما امتاز بحسن الخلق والبشاشة وطيب المعاشرة مع الزملاء في مهنة المتاعب، حيث لا يقول آلا خيرا … وصمته اكثر من كلامه الا بالإستغفار والمواظبة على الصلاة بوضوئها في الجماعة..
لقد سافرت مع المرحوم باذن الله سفرين أحدهما في بعثة إلى ازويرات وكان هو رئيسها.
وعندما أكملنا استعدادنا لركوب السيارة تقاعس إلى المقعد الخلفي وطلب مني أن أكون في المقعد الأمامي وكان معنا الزميل المختار ولد طالب النافع ، فقلت له انت رئيس البعثة ويجب أن تكون في المقعد الامامي .
فكان جوابه مع ابتسامة عريضة كيف أكون أمام من خصه الله سبحانه وتعالى بأن يكون من أهله”حملة القرءان أهل الله “.
فأنا تعظيما للقرءان الكريم سأبقى خلفك إلى أن نعود إلى نواكشوط..
السفر الثاني معه كنا بعثة أوفدتها الوكالة الموريتانية للأنباء لمرافقة سباق” باريس دكار” وكان يوما تحمل فيه الرياح عبارات واتربة تملأ ما بين السماء والأرض , فاشتريت له لثاما من قماش” احمد الحمد” فسره ذلك كثيرا وكان اللثام يأتي به يوميا إلى مقر العمل ويقول للزملاء هذا لثام اشتراه لي” الشريف” …!!
وعندما علمت أن مدير مشروع للمياه صهره وابن عمه وكانت لدينا مشكلة في الحصول على الماء في قرية لگديم 2 بمقاطعة بومديد أبلغته الخبر وحاجتنا الملحة في الحصول على شبكة مياه بالطاقة الشمسية، فضرب لي موعدا لمقابلة ابن عمه رحمه الله في منزله بالسبخة ورافقني إليه. فاستقبلنا بحفاوة وتكلمنا حول الموضوع وطلب منه مساعدتنا في الحصول على الماء فتحقق لنا ذلك بفضل الله ومتابعته حيث يكاد يحدثني يوميا عن الخطوات التي وصل إليها . .
نسأل الله رب العرش العظيم ان يجعل ماء تلك الطاقة صدقة جارية عليهما وان يجعلها في ميزان حسناتهما في يوم قال الله سبحانه وتعالى فيه جل من قائل ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفي كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون،) صدق الله العظيم..
ومن هذا المنبر اتقدم اصالة عن نفسي ونيابة عن سكان لگديم 2 وعن مجتمع العلويين اتقدم بخالص العزاء إلى أسرته الفاضلة والى جميع العاملين في الوكالة الموريتانية للأنباء، ومن خلالهم إلى جميع الصحفيين الموريتانيين خاصة من نهجوا نهجه في الاستقامة والمهنية والصدق والقناعة والابتعاد عن اماكن الشبهات في جمع فتات حطب الدنيا.
الشريف بونا