مواجهة كورونا … معركة حتى النصر …!! / بقلم : الشريف بونا

 

 

حلت جائحة كورونا ضيفا ثقيلا على سكان دول المعمورة ، وان كان هذا الضيف لا تراه العين المجردة فقد هزم في وقت وجيز اعتى جيوش العالم وضرب عرض الحائط بمنظومتها الصحية وقوتها التكنولوجية التي تتبجح بها على العالم ليتأكد الجميع – قبل بذلك أم رفضه – انه لا ملجأ من الله الا اليه..؟؟!!

لقد غيرت جائحة كورونا موازين القوى في العالم اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا وفرضت هذه الجائحة ان تطبق البشرية جمعاء في الدنيا قبل الآخرة ما وعدنا الله به من فرار بعضنا عن الآخر في يوم تشيب فيه الولدان.

وكان منتصف مارس 2020 بداية تسلل اول حالة من هذه الجائحة المخيفة إلى بلدنا بواسطة أجنبي عائد من عطلته السنوية إلى شركة يعمل فيها.

لقدكان ظهور هذه الحالة غير مفاجئ للحكومة التي تتابع الجائحة منذ ظهورها في الصين وتواكب حركتها في دول العالم خاصة في الدول التي تهاونت بالتعاطي معها كإيطاليا وامريكا وابريطانيا فانتشرت في شعوبها انتشار النار في الهشيم مخلفة وراءها ضحايا وأزمات خانقة ما تزال آثارها السلبية بادية للمتابع للأوضاع الدولية..

بيد أن الحكومة الموريتانية وبتعليمات من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وضعت منذ ظهور الحالة الاولى في البلد جميع وسائلها المادية والبشرية واللوجستية في حالة استنفار قصوى من طواقم صحية وافراد قوات امن ومجتمع مدني مسخرة كل هذه الوسائل لمواجهة الجائحة بضربات استباقية للحد من انتشارها في صفوف شعبنا عن طريق حزمة من الإجراءات الاحترازية التي اثبتت نجاعتها في العالم الاخر .

فكانت الخطوة الأولى المتخذة في هذا الصدد غلق الحدود برا وبحرا مع الدول المجاورة ووقف جميع الرحلات الجوية من والى مطار نواكشوط الدولي الا في الحالات الاستثنائية مع وضع رقابة مشددة على كل وافد الى البلد وحجزه في فنادق ومنازل خصصت لذلك الغرض حتى تتأكد سلامته من حمل هذا الفيروس القاتل.

ثم قامت بعد ذلك اللجان المتفرعة عن اللجنة الكبرى برئاسة الوزير الأول بوضع جملة من الاجراءات المصاحبة تمثلت في غلق المطاعم ، والمدارس ومنع التجمعات ، وفرض حظر التجول على عموم التراب الوطني مع القيام بحملات تحسيسية في المرافق العمومية والأسواق ومنح المستلزمات الضرورية لتجنب انتقال الفيروس عن طريق توزيع الكمامات واستخدام المطهرات والحث على استمرارية غسل الايدي بالصابون والتباعد الجسدي بين الأفراد بالمسافة التي حددتها المنظمة العالمية للصحة ..

اما في معالجة الحكومة لتأثير هذه الاجراءات التي تم فرضها على المواطنين حفاظا على صحتهم فقد قامت السلطات العليا باتخاذ جملة اخرى من الاجراءات للتخفيف من آثارها الاقتصادية على المواطنين خاصة الفئات الهشة ، حيث اعلن رئيس الجمهورية عن انشاء صندوق خاص بهذه الجائحة برأسمال بلغ 20 مليار اوقية من ميزانية الدولة كما تم فتحه امام المتطوعين الراغبين في مؤازرة الشعب في هذا الظرف الحرج فكان اقبال رجال الاعمال والوزارات والمؤسسات في هبة وطنية على مستوى الآمال المعلقة عليهم.

كما قامت الحكومة زيادة على ذلك عن طريق “مندوبية تآزر ” بحملة توزيع لمبالغ مالية ومساعدات غذائية بواسطة بعثات جابت طول البلاد وعرضها استفاد من توزيعاتها عدد كبير من المواطنين الأقل دخلا والاكثر احتياجا والأشد معاناة .

واذا كان المجتمع الموريتاني من قديم الزمان متجذرة فيه روح البداوة التي لا تضع قيودا على التواصل، بل تجعل من فتح الأبواب امام الوافد بدون تحفظ نمطا للسلوك اليومي، فإن جائحة كورونا تتطلب منه اليوم في هذه الموجة الجديدة التي صنفتها المنظمة العالمية للصحة بانها اشد خطورة من الموجات التي قبلها أن يشد احزمته لتطبيق الاجراءات الاحترازية التي تطالب بتنفيذها السلطات الصحية في البلد.

ومهما يكن فإن جائحة كوفيد المتحور” دالتا ” سريع الانتشار الذي بدأت تظهر في الدول المجاورة تطلب من كل مواطن ان يشارك في التعبئة والتحسيس لإبراز خطورة هذا الفيروس المتحور على صحة المواطن نفسه بشكل خاص وعلى المجتمع بشكل أعم ..

مقالات ذات صلة