نافذة : الإعلام التربوي …2 …/ هند اشبيه

نواكشوط  25 مارس 2021 ( الهدهد .م .ص)

إنه من نافلة القول الحديث عن أهمية الإعلام في تشكيل الرأي العام وتحريكه وإعادة تشكيله…
لكن الاعلام كان جمهوريا أو ملكيا تتحكم فيه الجهة العليا…
وبعد الثورة التقنية التي حولت مسار التعامل البشري ككل .. كانت  الحكومة تفبرك الخبر  وتنشره، حيث يتلقاه المواطن ويصدقه …

اما اليوم فأصبح الرئيس يدخل إلى وسائط التواصل الإجتماعي ليسمع الخبر من المواطن الذي في الغالب لا يحتاج إلى فبركة خبر.. ليصبح الإعلام إعلام أفراد وجماعات…

ومع تزايد القطاعات الإعلامية ظهر إعلام تربوي الى جانب إٱعلام إصلاحي وإعلام تثقيفي وإعلام رياضي …إلخ!!

وقد أصبح الإعلام الرياضي من أكثر القطاعات تأثيرا على الشباب اليوم فاصبحوا يعرفون كل اللاعبين المشهورين وأصبحت تسريحات بعضهم  وحلاقة رأسه هي موضة الشباب المفضلة لدى الشباب المتابع.
..
وفي هذا المضمار تقدم الإعلام الرياضي عن سائر القطاعات وأصبح مشوٌِقا ومسوقا وأصبح مؤثرا على برصة الرياضيين واسعارهم
فلماذا  حقق الإعلام الرياضي كل هذا التفوق المشاهد اليوم…؟!
ولماذا لم نسمع عن إعلام تربوي,  وكم  من الوقت
يقضيه رجل أو شاب أو طفل أمام إعلام رياضي؟
وبالمقابل كم يقضي هؤلاء أمام إعلام تربوي؟

فالمتابعون للاعلام الرياضي صبحوا يعرفون كل شيئ عن الرياضة واللاعبين حتى خطط النوادي المستقبلية ..؟
فمن منا اليوم يعرف شيئا عن قانون التربية ؟ وأهداف التعليم؟ وشروط إجازة المعلم ؟وأسراتيجية مجلس التربية؟
فإننا لانعرف حتى خمسة وزراء للتعليم
ولا هل هناك معلم مكتشف للمواهب؟؟

القصد من الإعلام التربوي، تزويد المجتمع بمعلومات وحقائق تربوية -مهارات تربوية. -اتجاهات وقيم تربوية.
ففي مجال المعلومات، يحتاج المجتمع إلى بيانات وأرقام عن واقع التعليم ومعلومات عن التحديات التي تواجهه، والخطط التي تعدها الوزارة لمواجهة هذه التحديات، والأدوار المطلوبة من المجتمع كشريك اساسي في العملية التربوية.

يحتاج الاعلام إلى ريادة الشراكات مع المدارس والوزارة.، والى خلق اهتمام مجتمعي واسع بالعمل التربوي.
كما نحتاج من الاعلام التربوي ان يشرح شرخا مستفيضا  فلسفة وزارة التربية وسياساتها واتجاهاتها ونظرتها إلى كل من المدرسة والمعلم والطالب والأسرة والمنهج والشركاء،.

كما نحتاج إلى تحسيس وتوعية  بالاتجاهات التربوية العالمية الحديثة.للأستفاظة من تجربتها.
وفي مجال المهارات، نحتاج من الاعلام التربوي إلى تنمية مهاراتنا خاصة ، في مهارات الإشراف على العمل المدرسي لأبنائنا. -مهارات بناء الشراكة مع المدرسة. -مهارات المساهمة في بعض اعمال المدرسة. -مهارات تقييم سلوك أبنائنا الطلاب. هذه حاجات لا تتم الا من خلال برناج تدريبي للأهالي ولأبناء المجتمع الراغبين في النهوض بالتربية.

أن المسؤولية الكبرى لجهاز الإعلام التربوي تتمثل في خلق  رأي عام وشراكة مجتمعية لدعم القرار التربوي والمشاركة فيه، والدفاع عنه وتسويقه. فهل هذا هو ما نشاهده اليوم ..؟ وهل نجح  الجهاز. المشرف  على تعزيز الفكر التربوي؟
فمهما كان حجم هذا الجهاز، فإنه بحكم نشأته وتراثه، جهاز يلاحق الحدث أو يعلنه دون متابعة، لن يكون قادراً على تحقيق هدف إعلامي تربوي دون تغييرات في البنية والوظيفة.

أما الاعلام الحقيقي فهو الاعلام الفردي الذي يقوم به كل معلم وكل طالب وكل مسؤول تربوي وكل مدرسة في تقديم النماذج التربوية الناجحة. ولحد الآن لم نسمع عن: -معرض تربوي لإنجازات المعلمين. -معرض تربوي لإنجازات الطلاب. -معرض تربوي لكتب اصدرها المعلمون.
انه جهد او عمل او دور لا يحظى باهتمام أحد. الإعلام التربوي الناجح هو من يعلمنا كيف ننقد ونفكر ونعمل…؟؟

مقالات ذات صلة