خواطر …/ عن رحلتي إلى بومديد…(5) / الشريف بونا

نواكشوط 14مارس 2021( الهدهد .م.ص)

توقفنا في الحلقة الرابعة عند رثاء ولد الكصري لجده عندما وصله خبر نعيه “بكاف مستت”. وفي تلك الاثناء وبعد صلاة المغرب انطلقنا ولم يعد بعضنا يسمع صوت الآخر… فلاصوت في هذا المقطع من الطريق يعلو فوق زئير السيارة التي تميل يمنة ويسارا وتعلو الى ما دون السماء وتهبط في حفرة عميقة لتخرج منها الي حفرة اخري اعمق بمعجزة …
فكان الوضع مخيفا ومحرجا بالنسبة للركاب، حيث كنا نعتقد في بعض الاحيان ان السائق فقد السيطرة على السيارة ،خاصة اذا زاحمته على شبه الطريق شاحنة ” رمرك” قادمة من شرق البلاد في أغلب الاحيان تكون حمولتها التي تناطح الثرياء من مادة الفحم مع العلم ان بلادنا ” تحارب بلا هوادة كما تزعم وزيرة البئة والتنمية المستدامة” قطع وحرق الاشجار وتطبق على اصحابها وما اكثرهم القوانين بصرامة … الأمر الذي تكذبه الشواهد.
واصلنا رحلتنا ساعات تقدر لصعوبتها بأيام وليالي لنصل منتصف الليل الى مكطع لحجار الذي ودعت فيه معظم الركاب” بما فيهم الأديب الذي حدثني بين الاك ومكط لحجار عن ادب بعض الامراء، مؤكدا لي ان ولد احمد لعيد تميز عن باقي الامراء بغزارة انتاجه من الشعر الحساني في اغراض مختلفة .
كنا في رحلتنا الصعبة بين الاك وابي تلميت مررنا بآجوير واقشوركيت، الى أن وصلنا مدينة آلاك “لكدية” سابقا التي بعدها  تنفسنا الصعداء
وسألتني امرأة من بين الركاب سؤالا محرجا ، تقول فيه : سمعت مؤخرا أن وزير التجهيز والنقل دشن طريقي بومديد وتامشكط فكيف استطاع الوصول إليهما هل كان  على متن طائرة ؟ !!.
فكان ردي عليها اعطيني مهلة حتى اعود الى نواكشوط من رحلتي إلى بومديد بحول الله ، وعندما يحضر الوزير يوما ما في النقطة الصحفية التي تنظم بعد اجتماع مجلس الوزراء سأطرح عليه نفس السؤال نيابة عنك..!!.
وبدأ سير السيارة على النمط المعهود لنصل في الهزيع الاخير من الليل الى مدينة كيفة التي منها بدات مهمتي الرسمية وهي تغطية نشاط بعثة حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الموفدة الي ولاية لعصابة و كان اللقاء الأول مع …
“يتواصل “.

مقالات ذات صلة