الترجمة الخامسة عشرة : شذرات من حياة أعلام موريتانيا…/ أحمدو ولد آكاه

 

نواكشوط 24 فبراير 2021 ( الهدهد. .م.ص)

الشيخ سيدي محمد بن سيدي عثمان المحجوبي:
نسبه: هو سيدي محمد بن سيدي عثمان بن عمر الولي بن الشيخ محمد عبد الله ابن عبد الله المحجوب بن محمد الفقيه عثمان المحجوبي نسبا الولاتي دارا
نشأته ودراسته: نشأ سيدي محمد في مدينة “ولاته”، وهي إحدى المدن التي ازدهرت فيها الحركة العلمية خاصة في عهد المترجم له.
كان والده عالما جليلا أجازه “الطالب محمد بن المختار بن الأعمش” في كثير من مسموعاته ومروياته توفي سنة 1128هـ ومن المفترض أن يكون تلقى على يديه مبادئ العلوم الشرعية واللغوية.
كما أن جده “عمر الولي” (1004-1070هـ) كان علامة صالحا صوفيا واعظا محدثا مؤلفا شاعرا.
وذكر “البرتلي” أن صاحبنا يعتبر وليا فقيها ابن ولي فقيه ابن ولي فقيه، ثلاثة في نسق كلهم ولي فقيه؛ ولذلك يعتبر بيته بيت علم وصلاح وجلالة توارثوا كابرا عن كابر.
وقد اشتغل “سيدي محمد “منذ صغره وأول شبابه بالعلم حتى مهر فيه وبصر… أخذ في أول نشأته عن “الطالب الأمين بن الطالب الحبيب الحرشي”.
… رحل في طلب العلم إلى “سجلماسة” ولقي قطب زمانه “سيدي أحمد الحبيب السجلماسي” وأخذ عنه، وقيل إنه قرأ عليه بالعشر” وعلى العموم فقد درس عليه القراءات، وتوج ذلك بأخذ الطريقة الشاذلية عنه.
ويرى “الخليل النحوي” أن “سيدي محمد” أخذ الورد عن “محمد بن ناصر الدرعي” وهو أمر لا يمكن قبوله من الناحية التاريخية؛ لأن صاحب الترجمة توفي سنة 1132هـ ونحن نعلم أن “محمد بن ناصر” توفي سنة 1034هـ وهذه المعطيات التاريخية لا يسوغ معها ما ذكر الخليل، لأنه من غير الطبيعي أن يكون بين وفاتي المريد والشيخ قرن من الزمان.
ويبقى ما ذكر “البرتلي” و”ولد حامد” أكثر صحة بل هو الصحيح حيث بينا أن “سيدي محمد” أخذ عن “سيدي أحمد الحبيب السجلماسي” خاصة أن “البرتلي”(ت1219هـ) قريب العهد نسبيا من الشيخ “سيدي محمد”.
ويعتبر “سيدي محمد” من أول من أدخل الشاذلية إلى البلاد الشنقيطية.
مكانته وفضله:
ترجم لهذا الشيخ “البرتلي” في “فتح الشكور” مشيرا إلى أنه كان “صدرا من صدور العلماء ومفخرا من مفاخر الأولياء النجباء، وأحد الفقهاء، نحويا لغويا أديبا شاعرا ناثرا بليغا حسن الشعر مجيدا مصيبا حسن الخط حسن الفهم ثاقب الذهن، وكان أعجوبة وقته ونادرة زمانه، ماهرا في كل ما يحاوله، آية في الفهم والذكاء، وكان ذا فضل ودين وصلاح ولزوم طهارة… جمع بين العلم الغزير والدين المتين، متفننا في المعارف والعلوم وعلمه موهوب من الفيض الرباني…”
وقد أثنى عليه أيضا “المختار ولد حامد” فقال إنه “الولي العالم المدرس النحوي اللغوي الأديب الشاعر الناثر القارئ…”
وفاته:
توفي ـ رحمه الله تعالى ـ سنة 1132هـ في “تارودانت” قاعدة السوس الأقصى.

مقالات ذات صلة