الترجمة الثالثة عشرة : شذرات من حياة اعلام موريتانيا…/ د. أحمدو ولد آكاه

 

 

نواكشوط 22 فبراير 2021 (الهدهد.م.ص)

الشيخ نختارو بن المصطفى اليدالي:
نسبه: هو نختارُو (بضم الراء) ويسمى المختار بن المصطفى بن محمد سعيد بن المختار بن عمر بن علي بن يحيى بن يداج أحد رجال “تشمشه” الخمسة وجد قبيلة اليداليين (إدوداي) وهي إحدى قبائل الزوايا المعروفة.
أمه: غاديجة بنت عم اعديج بن سيد الفال بن محنض بن ديمان بن يعقوب ابن اتفغ مس بن مهنض امغر أحد رجالات تشمشه .
فهو إذن شمشوي أبا وأما من عمومة يدالية وخؤولة ديمانية فاضلية.
نشأته:
لانعلم متى ولد ولا متى توفي “نختارو” إلا أنه عاش في القرن 11-12 هـ، ونشأ في وسط علمي مزدهر؛ فشقيقه ألما كان شاعرا مجيدا وصفه د. “محمد المختار ولد اباه” بالموهوب مستغربا كون صاحب الوسيط لم يترجم له، لكن أغلب شعره قد ضاع مأسوفا عليه.
ويدعى “ألما الشاعر” و”ألما العربي”؛ لأنه كان يقول الشعر سليقة،وابن عم “نختارو” وتلميذه الشيخ الجليل “محمد اليدالي” وهو من أبرز علماء البلد.
ولا نعلم تفاصيل دراسة “نختارو” إلا أنه من المفترض أن يكون تعلم القرآن والعلم الشرعي واللغوي كما هي عادة ذويه وأهله.
تصوفه:
سافر “نختارو” إلى المغرب؛ ليتعلم ويتصوف، فقد رحل إلى قطب “سجلماسة” “سيدي أحمد الحبيب السجلماسي”، وقد صحبه مدة لا بأس بها، يقول “محمد اليدالي” في فتوى الجيم: “وحدثني الصالح “المختار بن المصطفى بن محمد سعيد” وكان من أصحاب “سيدي أحمد السجلماسي الحبيب” الملازمين لبابه أيام مقامه عنده أن أهل “سيلجماس” يقرءون بالجيم القديمة”.
وتشير بعض المصادر إلى قصة كشفية جرت له في لقائه بالسجلماسي مفادها: “أن “نختارو” خرج قاصدا الحج فلقي أثناء سفره “سيدي أحمد” المذكور فقال له: لعلك خرجت من دون إذن والدتك، فارجع، فكان من أمره أن صحب هذا الشيخ زمنا فلما أراد الانصراف إلى أهله قال للشيخ: أخبرني عن علامة قرب أجلي، فقال له: اليوم الذي تلقى فيه رديفا مقدمه في فمه أمارة فقد قرب أجلك والحال أنك متوجه إلى جهة “إدوفال”.
وبعد ذلك اتفق الأمر، وقد نسي ما قال له الشيخ من طول العهد، وذهب في شأنه، وذات يوم أتاه رديف من أمامه، وكان المتقدم معتما، فأزال عمامته، وأراه العلامة التي قال له شيخه في فمه، فتذكر القصة ورجع”.
ويعتبر “نختارو” أول من أدخل الشاذلية إلى أرض القبلة (ولاية الترارزة وما حولها) حيث أخذها عن “سيدي أحمد الحبيب السجلماسي” ولا نعلم أحدا أخذ عن “نختارو” الطريقة إلا تلميذه “محمد اليدالي” (ت 1166هـ) الذي عزا له في كتبه ووصفه بالصالح التقي الصوفي.
وقد رثاه بقصيدة تبلغ عدة أيام الشهر تشي بالمكانة التي يحتلها في قلبه وتنم عن محبته له، كما تنم عن علو كعبه في التصوف والعرفان، ومطلعها:
خَطْبٌ أَعَارَ لِقَلْبِي الْهَمَّ وَالْقَلَقَا
وَأَوْدَعَ الْمُقَلَتَيْنِ الدَّمْعَ وَالأَرَقَا

مقالات ذات صلة