الترجمة الحادية عشرة : شذرات من حياة بعض علماء موريتانيا../ د . أحمدو ولد آكاه

نواكشوط 19  فبراير 2021 ( الهدهد . م.ص)

الشيخ محمد محمود ابن بَيَّه المسومي

نسبه: هو الشيخ محمد محمود بن محمد المختار بن أحمد زيدان بن الطالب محمد بن بيه المسومي .
دراسته وتصوفه:
أخذ “الشيخ محمد محمود” القرآن عن “الشيخ بن حامني القلاوي”، وأخذ التصوف الشاذلي عن الشيخ “اعلي بن آفه”، وأخذ عنه العلم والتصوف خلائق منهم ابن أخيه “الشيخ المحفوظ”، وقد وصف “بول مارتي” ابن بيه بأنه صالح “تنبدغة” قائلا إنه ينسب إلى شاذلية “أهل بابا” في “تنواجيو” انيورو وكذلك إلى “مدرسة الغظف” في “أوجفت” ويروى أن “محمد محمود بن الشيخ سيد أحمد” والد “الشيخ الغزواني” هو الذي أعطاه الورد.
وعلى كل حال فهو شاذلي الطريقة باعتبار الأقوال المختلفة التي تصب كلها في هذا المنحى الشاذلي.
وهو يتمتع من وجهة النظر الصوفية بشهرة عظيمة، ويستقبل مخيمه جمهرة من الزوار المختلفين.
وصفه “ولد حامد” بأنه “الصوفي المربي العلامة المصنف السخي المنفق الورع” وذكر أنه لشدة ورعه “كان يحتجب عن النصارى، ولم يتقابل معهم قط” كما كان وجيها عند “أهل بوسيف بن أحمد” رؤساء “مشظوف” وغيرهم من سائر العرب ذوي الشوكة.
وقد مدحه الشاعر”محمدو السالم بن الشين الدكجي” بمدحتين يقول في إحداهما بعد صدر من الشعر: البسيط
نَدْبٌ تَراهُ بَطيئاً عَنْ خَــــــناً وَدنًا
وذا نَجاءٍ إِلى المَعْروفِ هَــــذْهَـاذِ …
بَحْرٌ إِلَيْهِ انتَهَى ما كانَ هُذِّبَ مِـــنْ
رَأْيِ الإِمامِ وَإيضاحٍ وَإجْــــــــرَاذِ …

وَما رَوَى بَعْدَ تَخْليصٍ مِن العُتَقِي
عَبْدُ السَّــــــــلامِ بِتَدْويــــــــــــنٍ وَإِنقاذِ
يا قائِلاً لَيْلَةَ الشَّفَّانِ إِنْ سَـــــنَحَتْ
كَفُّ المُزَنَّدِ عَن طَهْـــــــي وَتَـــحْناذِ
مِنْ “آلِ بَيَّ” بِهِ تَمَّتْ سِيـــــادَتُهُمْ
بَلْهَ الفَرَى مِنْ حَسودٍ فَاحِــشٍ هَاذِ…
تآليفه:
خلف “ابن بيه” آثارا مهمة من بينها:
ـ كفاية المعتر ونصيحة المغتر في القرآن والتصوف،
ـ منظومة في الناسخ والمنسوخ .
وفاته: توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1316هـ حسب ما ذكر “الخليل النحوي”، بينما يشير “المختار ولد حامد” إلى أنه توفي حوالي 1317 ورثاه “محمدو السالم بن الشين” بقصيدة يقول فيها: البسيط
عَيْنُ الدِّيانَةِ حَقا وَالأَمَاناتِ
رُزْءٌ يَعُمُّ جَميعَ الجِنِّ وَالنَّاتِ
رُزْءٌ تَكادُ الجِبالُ الشُّمُّ مِنْ وَلَهٍ
تَخِرُّ مِنْهُ وَآفاقُ السَّمَوَاتِ
مَوْتُ ابْنِ بَيَّ الفَتَى البَرَّ الذِي شَهِــــدَتْ
صِفاتُهُ أَنَّهُ فَــــــــــرْدُ البَــــرِيَّاتِ

مقالات ذات صلة