رسالة الهدهد …/ لماذا القفز على الواقع…/ الشريف بونا

نواكشوط 26 يناير 2021 (ا الهدهد .م .ص)

ظاهرة غريبة متفشية في مجتمعنا الذي جبل على المحاكاة وتقمص اثر الٱخر في كل كبيرة وصغيرة أقدم عليها بغض النظر عن أخذ الحيطة للعواقب التي تترتب على ذلك.
ففي المجال السياسي عندما بدأنا في المسار الديمقراطي وتم الترخيص للأحزاب السياسية بدأ التسابق في تأسيسها حتى وصل عددها في مجتمعنا الذي لا يزيد تعداد سكانه بكثير على ثلاث ملاييين بالعشرات في الوقت الذي نرى دولا بمئات الملايين يظل عدد الاحزاب فيها لا يتجاوز اصابع اليد الواحدة …
وحذت منظمات المجتمع المدني عندنا حذو الأحزاب حتي تجاوزت المئات وجرى نفس الشيئ على الصيدليات والمدارس الحرة والهيئات النقابية والروابط.
وفي الإعلام تجاوزت التراخيص للجرائد والمواقع كل التوقعات لتشهد الساحة الإعلامية سيلا عارما من العناوين التي أثبتت فشلها وعدم قدرتها على إنتاج يثري الساحة ويساعد في خلق وعي مدني واجتماعي يكون له الأثر الإيجابي، بل كانت انعكاسات دورها السلبي في الاصطفاف وراء الأطماع وابلا على الدولة المدنية.
وفي المجال الثقافي بدأ التنافس منذ فترة على تنظيم الملتقيات والمهرجانات التي في أغلب الأحيان لا ينبع التفكير فيها من دراسة موضوعية لإحتملات نجاحها وفشلها وانما تبدأ كوصف زهير بن سلمى للموت :
رأيت المنايا خبط عشواء من تصب
تمته ومن تخطئ يعمر فيهرمي

وفي رسالة الهدهد وجب التنبيه اليوم إلى ضرورة تنظيم ندوات ثقافية صغيرة تكون مقدمة للقدوم على إطلاق فعاليات المهرجانات الثقافية الكبيرة التي يتطلب تنظيمها رصد امكانيات مادية معتبرة وتوفير الوسائل الفنية واللوجستية التي تضمن بجدارة تحقيق الاهداف المنشودة .

الا هل بلغت اللهم فاشهد …؟!!

مقالات ذات صلة