سلامة نهج الرئيس..ووطنيته ليست مجالا للمزايدة …
نواكشوط 18 ديسمبر 2020 ( الهدهد . م. ص)
طالعتنا وسائل التواصل الإجتماعي خلال الأسابيع الماضية بمقالات و تغريدات و تعليقات من مشارب مختلفة تستهدف التشكيك في نهج الرئيس ومتجاهلة للإصلاحات الكبيرة التي وضع أسسها سيادته.
فموجة الشائعات المتداولة على صفحات التواصل الاجتماعي تهدد تارة بإنفصال جنوب البلاد عن شمالها ووسطها ، وبحتمية إنهيار التماسك الإجتماعي تارة أخري…!
وأيا كانت طبيعة الدوافع التي تحرك هؤلاء واولئك ، فإنه يتعين عليهم أن يعلموا أن الرئيس حريص علي تنفيذ القوانين بأمانة و أن له الحق في إختيار معاونيه و يمتلك السلطة الدستورية التي تخوله تعيين و عزل المسؤولين التنفيذين دون أية إملاءات من أحد .
و تعلمنا الواقعية السياسية في الفكر الخلدوني أن النظرة التشاؤمية للإنسان المبنية علي الطبائع الحيوانية كالظلم و العدوان لا يمكن معالجتها إلا بوجود الحاكم الذي يملك اليد القاهرة على الأفراد.
و ان الدولة لها حد معينً للتوسع و إلا ستفقد السلطة المركزية حكمها و تكون موضعًا لإنتهاز الفرصة من طرف العدو المجاور.
و دون الحكم على وجاهة هذا الطرح الخلدوني من عدمه ، فإننا نؤكد ما يلي:
– أن التعدي علي حرمة الرئيس هو تعد على الرموز السيادية وعلى قيم الجمهورية و مساس بمشاعر الأغلبية الساحقة من الموريتانيين الذين أعطوه التزكية و انتخبوه بأغلبية مريحة رئيسا للبلاد،
– أن الرئيس الذي يحمل فكر الإصلاح و يؤمن بفصل السلطات و يدعم إستقلالية القضاء لا يمكن أن يتهم بحماية المتهمين بالإختلاس و تدوير المفسدين،
– إن من تربي على القيم الإسلامية السمحة و نهل من علوم الشرع و مبادئه لا يمكن أن يتهم بالتقصير في حقوق الرعية و لا يحتاج إلى دروس الغير لأنه لا يخاف في الله لومة لائم،
– إن من أئتمن على أمن البلاد لسنين خلت و بني جيشها و حافظ على وحدتها الترابية و صان كرامتها في أحلك الظروف جدير بمواجهة النزعات الإنفصالية التي تسعي إلى تقويض إستقرارها و المساس بمكاسب إستقلالها وتضحية أبطال مقاومتها الوطنية دفاعا عن الوطن والمواطن.
– إن من ينتصر للفئات المحرومة و المهمشة و يؤمن بتطبيق العدالة الإجتماعية المرتكزة على مكافحة الغبن و التهميش من خلال إقامة المشاريع الإقتصادية ذات الجدوائية الهادفة إلي التحسين من أوضاع السكان الأكثر هشاشة لا يمكن تهديده بالعصيان المدني أو الإنفجار الإجتماعي،
– إن من فتح تكافئ الفرص أمام جميع المكونات الإجتماعية في الولوج للخدمات الإجتماعية و للوظائف السامية في الدولة و رفع الظلم عن المظلومين و أمر بإرجاع المبعدين إلي وطنهم لا يمكن أن يرمى بالتقصير في تحقيق الإنسجام الإجتماعي المطلوب.
و الخلاصة أنه قد آن الأوان لكي تفهم النخبة السياسية في هذا البلد بمختلف مشاربها الثقافية و الإجتماعية أن الوعي السياسي بموريتانيا قد قطع أشواطًا لا يستهان بها ، و قد بات لزاما وفق هذا المنظور أن تتماشي أساليب الدعاية السياسية مع مقتضيات المتغيرات الجديدة.
وعليه فإن أغلبية الموريتانيين باتوا يدركون اليوم أكثر من أي وقت مضي سلامة نهج الرئيس و لا يشكون أبدًا في وطنيته و صدق مسعاه.
و أن كل محاولة للتشويش على الإصلاحات أيا كان مصدرها هي مردودة على أصحابها و تصنف في إطار المزايدات السياسية ليس إلا.
و قد قيل قديمًا ما لا يدرك كله لا يترك جله.
*محمد الراظي بن صدفن أستاذ بجامعة أنواكشوط العصرية*