ومضة …/ رسالة مشفرة …/ الشريف بونا
نواكشوط 16 نوفمبر 2020 ( الهدهد. م .ص
جميل أن نبعث برسالة مشفرة إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تحمل في طياتها حكاية عربية قديمة .
-يُحكى أنّ أعرابيًا كانَ يَسكِن بِجوارِ الحَسن بن عليٌ رَضيِّ الله عَنْهُمَا، وقَد أصابهُ الْفَقْرَ والعوز الشَّدِيدِ .. كان ذلك. في زمن صعب كزمننا اليوم بعد جائحة كورونا .
فَقَالَتْ لهُ زوجته :-
اذهب إلى الحسنِ فهو كريم من آل البيت ولا يردُ سائلًا.
فقال لها : أأبيع ماء وجهي-…؟
أخجل من ذلك، فقالت له إن لم تذهب له أنتَ ذهبت اليه أنا ..
فأجابها بأنه سيكتب إليه ، وكانَ شاعرًا، فكتب للحسن بيتين من الشعرِ قال فيهما :-
لم يبقَ عندي ما يباع ويُشترى
يكفيكَ رؤية مظهري عن مخبري .
إلّا بقية ماء وجه صنتهُ عن
أن يباع وقد وجدتكَ مُشتري .
وأرسل رسالته المشفرة إلى الحسن بن علي رضي الله عنهما ،
فقرأها الحسن وبكى ، وجمع ما عنده من مال وأرسله إليه ..
وكتب له :-
عاجلتنا فأتاكَ عاجل برنا
طلاً ولو أمهلتنا لم نقصرِ .
فخذ القليل وكنْ كأنكَ لم تبع
ما صنتهُ و كأننا لم نشترِ .
تأملت ياسيادة الرئيس لسان العرب في هذين البيتين فوجدت عِفّتهم عن السؤال الحافا وكرمهم وحسن معاشرتهم …
فتذكرو جيرانكم واهليكم من اصحاب العوز قبل ان يفقدوا ماء وجوههم فنحن في ايام عجاف وسنة شهباء … لكن مع ذلك يبقى راسخا في ذهننا أن نوالكم سيادة الرئيس سيصلنا غدا …وإن غد لناظره لقريب..
.
