حزب” تواصل ” انعقاد الدورة العادية لمجلس الشورى

انعقدت اليوم بمقر حزب التجمع  الوطني من أجل الإصلاح والتنمية تواصل  الدورة العادية لمجلس الشورى تحت رئاسة رئيس الحزب الدكتور محمد محمود ولد سيدي .

تناقش الدورة على مدى ثلاثة أيام مواضيع تستقطب اهتمام منتسبي الحزب وتعمل على تفعيل مساره في المستقبل.

وألقى بالمناسبة رئيس الحزب كلمة هذا نصها:

سم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بنعمته وجلاله تتم الصالحات ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على حبيبنا وقدوتنا سيد الخلق وحبيب الحق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته وأصحابه الطيبين الطاهرين.
السيد رئيس مجلس الشورى الوطني الموقر
السيد زعيم المعارضة الديمقراطية المحترم
السادة منتخبو الحزب وقادته.
.. إخوتي أخواتى أعضاء مجلس الشورى الوطني المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..الحمد لله الذي جمع الشمل بعد فترة انقطاع فرضتها ظروف الجائحة التي نحمد الله تعالى على لطفه فيها، ونجدد التضرع إليه أن يرفعها عنا وعن عباده، وأن يسبغ علينا وعليكم وعلى وطننا وأمتنا نعمه ظاهرة وباطنة .
نلتقي اليوم في لحظة تشهد تطورات في العالم والأمة والمنطقة والوطن تستحق أن نتوقف عندها قبل التفرغ لتقويم الأداء الحزبي، واستشراف المستقبل ورسم الخطط الكفيلة بعون الله وتسديده بترسيخ المكتسبات وتجذيرها، وكسب المزيد من المنتسبين والمؤيدين.
فعلى مستوى العالم شاهدنا بكل أسف انجرار الموقف الرسمي الفرنسي وراء حملات الاسلاموفوبيا والإساءة الى أمة الإسلام بالتطاول على مقام النبوة وقلة الأدب مع المبعوث رحمة للعالمين بشيرا ونذيرا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين .
ذاك الانجرار الذي قاومته الأمة بسلمية ورقي وحزم … من خلال حملات المقاطعة الشعبية، ووسائل الاحتجاج السلمي التي عمت خريطة العالم الإسلامي من نواكشوط إلى جاكرتا موصلة رسالة مازال صناع القرار في باريس يكابرون في التعامل معها بما يلزم، خلاصتها أن أمة المليار وثلثي المليار مسلم ومسلمة ، لا تقبل الضيم في عِرض أفضل خلق الله، ولا ترضى بأقل من الاعتذار عن الإساءة ، ورفع الغطاء عن المسيئين وسن القوانين المجرمة للإساءة للأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وعلى الضفة الأخرى للأطلسي مثلت الانتخابات الأمريكية التي انتهت للتو ، محطة كشفت عن جوانب مما يعتمل في المجتمع الأمريكي، وانتهت لنتائج نرجو أن تكون فرصة للإدارة الجديدة في تصحيح ما أفسدته سياسات العنجهية، والانحياز الأعمى والاستعلاء.
وفي محيطنا القريب جرت رياح الأسابيع الأخيرة بالكثير مما لا تشتهي سفن شعوبنا المبحرة إلى شواطئ الديمقراطية والحرية والعدل؛ فكانت الأزمة في الجارة مالي وما آلت إليه من العودة الى عهد المراحل الانتقالية، وأزمة الانتخابات والاضطرابات الاجتماعية بسبب خرق الدساتير والترشح لمأموريات ثالثة في ساحل العاج وغينيا كوناكري ، وتجدد الصراع المزمن على معبر الگرگرات ، وما ينذر به من عودة التوتر على حدودنا الشمالية .إنها تطورات نتابعها في تواصل ، عن قرب، ونرجو أن تتحقق فيها الحلول التوافقية الكفيلة بتجذر الديمقراطية والتناوب السلمي على السلطة، وتحفظ السلم والاستقرار في المنطقة، و تصون الحقوق الأساسية للشعوب ، في الاختيار الحر ،وتنزع بؤر التوتر، وتفتح آفاق التعاون والتكامل في منطقة تستطيع وتستحق أن تكون فى وضع أفضل.
السيد الرئيس
إخواني.. أخواتي
لقد كانت الفترة الفاصلة بين انعقاد دورتي مجلسنا الموقر برغم تأثيرات الجائحة التي عمت كل العالم، فترة وفق الله فيها في تحقيق مكتسبات مهمة للمشروع التواصلي الذي نتواصى ونتنافس على خدمته احتسابا وسعيا الى رفعة البلد ونهضته، وهي مكتسبات ستتابعون تفاصيلها ضمن تقرير الأداء الذي ستطلعون عليه تفصيلا في الجلسات القادمة ان شاء الله تعالى .
سواء تعلق الأمر بالصدارة في مواجهة الجائحة تعبئة واقتراحا، وتقديم مساعدات، وتقويم أداء حكومي ، أوتعلق بالإسهام الفاعل في التحقيق البرلماني حول الفساد ، والوقوف بوضوح وصراحة وثبات في وجه ممارسات الفساد وتدوير المفسدين وتجدد القمع، واستمرار تجاهل الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة للمواطنين في كل أرجاء الوطن، حيث لم تغن شعارات ووعود ونيات الاصلاح برغم ما حظيت به منا ومن كل الطيف الوطني من ترحيب وما وجدت من أجواء هدوء تم هدرها بكل أسف مما أوجد حالة احباط واسعة تنذر بمستقبل قاتم ما زلنا نؤمل ونعمل على تلافيه.
السيد الرئيس
إخوانى.. أخواتي
ينتظرنا جدول أعمال حافل سنناقش فيه تقارير الأداء بما فيها من إنجازات وإخفاقات ، وسنتداول حول خطة وأولويات السنة القادمة بحول الله وقوته، بما يضمن، تفعيل عملنا الحزبي ليستطيع النهوض بمسؤوليات زعامة المعارضة الديمقراطية ، واستيعاب الإقبال الشعبي الآخذ فى التزايد والحمد لله متمثلا في عشرات التجمعات والمبادرات من كل المكونات وفي أغلب الجهات التي تطرق الباب التواصلي قناعة بخياراته الوطنية الجامعة ، ورغبة في الانخراط في عمل حزبي وطني مؤسسي جاد يفرض التقدم بالسرعة الضرورية والجدية اللازمة على طريق الاصلاح الشامل، والانتقال الديمقراطي التوافقيthe
سأختم كلمتي بعد تجديد حمد الله وشكره والثناء عليه، بتوجيه دعوة صادقة وصريحة للنظام القائم؛ بتدارك الأمر، والاستفادة من حالة الاستعداد المعبر عنها من الجميع للحوار ومباشرة حوار وطني شامل، يعزز ويحصن قيمنا الاسلامية والتربوية ، ويتصدى للفساد والميوعة ، ويضع أسس حل مشكلاتنا الوطنية العالقة؛ ويحقق الوحدة، ويقيم العدل والقسط، وينهي الظلم والتهميش والعبودية والإقصاء ، ويرسي قواعد حكامة رشيدة، وتداول سلمي على السلطة، ويحصن البيت الداخلي بالعدل والإنصاف .
والله الموفق والهادي الى سواء السبيل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مقالات ذات صلة