المقامات الغزوانية….1../ بقلم : باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة

حدّثنا ـ بـِلِسانِ الحالِ والْمَآلِ الأصدَقِ مِن لسان المقالِ ذِي الاحتيالِ ـ السيِّدُ رئيسُ الجمهوريةِ في رُبُعِ المأموريّةِ مُنْكِرًا على دُعاةِ الإصلاحِ بالصِّياحِ والنُّباحِ مُثْبِتًا أنَّهُ مَا مالَ ولا استحالَ ومِن عهْدِهِ ووَعْدِه ما استقالَ فقالَ:
ما لِشَعبِـي العزِيزِ وأمانَةِ العزِيزِ ذِي المعالـي والتَّبْرِيزِ يسمحُ بظهورِ قِلَّةٍ أو ثُلَّةٍ أو شِرْذِمَةٍ مُثَقَّفَةٍ بدأتْ تتململُ وتتغفَّلُ وتتجهَّلُ كالذِي لا يعقلون ولا يتعظون أو كالحاسِدِينَ الْـمُفْلِسينَ الْـمُبْلِسينَ غَيْرِ الْـمُبْصِرينَ تجديدي ثقتي في المستشارين والمكلفين والوزراءِ والْـمُدراءِ غيرِ الأمناءِ وغيرِ المعدودِين ضِمنَ الْـخُبَراءِ، ولقدْ سرَّنِـي وبَرَّنِـي ءاثارُ ما أنعمَ عليهم به سَلَفِـي وَلَفَفِـي (أن يلتوي عِرق في ساعد العامل فيُعطِّلُه عن العمل) مِن نَفَفٍ وَعَلَفٍ ونَـجَفٍ وكنتُ أوفَرَهُم حَظًّا وأحسنَهم بَظًّا (سمنا) ولَـحْظًا وأبطشَهم عَضًّا وعَظًّا.
وإنَّ قلائدَ الرئاسةِ وفوائدَ السياسةِ لَـحِجْرٌ مَحْجُورٌ وَحَظْرٌ مَـحْظُورٌ على قَوْمٍ يتطَهَّرُونَ أو يتأفَّفونَ مِن نَهْبِ الأموال العمومية أو يُنكرونَ توريثَ المناصب السّامِيّةِ أو يَكْفُرونَ فَضْلَ اللِّصِّ الخَيْصِ (قليل النوال) ذِي الْكَيْصِ (البخل التام) على حمَلَةِ الشهادات سادة الروايات والدراياتِ المتعففين عن خيانة الأمانات، فليَبْقَ الخَبِيرُ الغزيرُ مِنكم إن طَلَب العيْشَ أجيرًا حقيرًا في قَبْضَةِ الغريرِ الحَصِيرِ (الضيِّق الصدر) الْـحَسيرِ.
أيُّها الْـمُثَقَّفون الْمُتملمِلون:
لِتكونوا وطنيين أحرارا ولنا أنصارا:
فاصبِرُوا على ما أنتم عليه مِن القُرْحَةِ والصَّدْحَةِ بِعدَمِ وَفْرَةِ الدَّواءِ الصالح لاستعمال البشر ومِن الإعراض عن اكتتاب الأطباءِ وتوفير الأجهزة الطبية؟
واصبِروا على نهب النحاس والحديد والذهب واليورانيوم.
واصبِرُوا على إهمالِ مياهِ الأمطار والبحيرات الجوفية سُدًى مِن غيرِ استغلال وعلى تعطيلِ زراعة مناطقنا الرعوية الكافية الوافية لتغذية قارة كاملة.
واصبروا على فسادِ قِطاعِ الصيدِ وأنْ أضحى قليلُ السَّمَكِ على المواطِنِ البسيطِ عسيرًا غيرَ يَسِيرٍ وعلى البعيد ذي الأساطيل يسيرًا غيرَ عسيرٍ، وأن أضحى سعر سمكِنَا في الصين وأوروبا أرخص منه على شواطئنا الغنية.
واصبِروا على فساد منظومة التعليم ومناهجه التي فرضت على الناشئة دراسة المواد العلمية بغير ألسِنَتِهم.
واصبِروا على فسادِ الإدارة وقصور المراسيم الرئاسية على اختيار الفاسدين الـمُفْسدِين المتهمينَ برلمانيا وقضائيا لا تتجاوزُهم بحالٍ مِن الأحوال إلى مَن لم يتلطّخْ بالفساد والسرقة والنهب والظلم والبغي ولو كان خبيرا فنيًّا لا علاقة له بالسياسة والمعارضة.
الحسن ولد ماديك
باحث في تأصيل القراءات والتفسير وفقه المرحلة

مقالات ذات صلة