تسريب مواد الامتحانات خيانة عظمى للأمانة وللوطن…!!!

نواكشوط 09 اكتوبر 2020 ( الهدهد. م.ص)

لاشك أن منظومتنا التعليمية تعاني من مجموعة من الاختلالات البنيوية التي لا تقبل التأجيل من حيث الفحص والتدقيق ومعرفة الطرق الكفيلة بعلاج تلك الاختلالات أوعدم تكرارها .
ومن الاختلالات التي يعاني منها قطاع التعليم في بلادنا تسريب الامتحانات الوطنية دون مراعاة الخصوصية المهنية المطلوبة وهو العرف الذي ساد دون استنكار من الجهات المعنية .
إن تسريب أي مسابقة وطنية أومادة واحدة منها يعتبر خيانة للدين والوطن نظرا لما يترتب على ذلك من نتائج سلبية على المجتمع والوطن في آن واحد بالإضافة إلى هدره لإمكانيات الدولة التي من الواجب ترشيدها .
وينبغي أن يعاقب مرتكبوا هذه الجريمة أشد عقوبة وفقا للقانون وتتداخل ظاهرة تسريب الامتحانات الوطنية مع الغش الذي هو الداء العضال الذي تعاني منه جل المجتمعات الإنسانية ويتجذر وللأسف يوما بعد يوم في مجتمعنا وتعتبره الغالبية العظمى من البطولات النادرة .

ومن المعلوم أن كل المسابقات الوطنية سربت في السنوات الماضية بدء من شهادة ختم الدروس الابتدائية وانتهاء بالباكلوريا دون معاقبة المسؤولين عن هذا الجرم الاحتيالي.

ولأن الغش خداعاً ، بموجبه يحصل شخص ما على منفعة بغير وجه حق فهو احتيال خبيث و من الظواهر السلبية التي تظهر في المجتمع، وتدل على الخروج من القِيَم والمعايير الشرعية ؛وله آثار سلبيّة على الحياة الاجتماعيّة.
ومما لاشك فيه أن تسريب الامتحانات من الآفات الاجتماعية التي تضرّ المجتمع وتشوّه قيَمه، بسلب الحقوق من اصحابها، وتشجيع انتشار الفساد.
ويتصف الشخص الغشاش بالطمع والأنانية، فهو لا يفكر إلا بمصلحته، ويسعى لتحقيق أهدافه ومكاسبه بشتى الطرق، ويتخذ مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة” أحد أساليب الغش .

ومن الآثار المترتبة على ظاهرة الغش تكاسل الطلاب وعزوفهم عن المذاكرة كما يؤدي ذلك الى ضعف روح المنافسة والتقليل من أهمية الاختبارات وجديتها، وعن طريقه يحصل الغشاش على نتيجة مزيفة في حصيلته العلمية.

ولإن كان تسريب الامتحانات يهدد قيم وأخلاقيات المتعلمين فإنه يلعب دوراً كبيراً في تدمير المجتمعات بشكل عام في جميع جوانب الحياة .
وقد حرّم الدين الإسلامي الغش بجميع أشكاله، فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- “من غشّنا فليس منا”، و هو ما يدل على كونه خيانة صريحة للأمانة والوطن .

ولعدم تكرار مثل هذه الظاهرة المشينة ينبغي العمل من خلال الآتي :
-معاقبة المجرمين المسؤولين عن تسريب المسابقات حتى يكونوا عبرة لغيرهم .
-العمل على وضع استراتيجيات تحد من تسريب الامتحانات وذلك بوضع موضوعين أو أكثر في كل مادة وتوزيعهم على أرجاء الوطن بالسرية والمسؤولية المطلوبتين ترشيدا لموارد الدولة.
-إعادة النظر في تشكلة  إدارة الامتحانات وإبعاد كل من تحوم حولهم الشبهات، حتى لا تتكرر هذه الظاهرة المشينة .
-تأمين المراكز التي توجد فيها مواد الامتحانات تأمينا جيدا ووضع رموز تعبيرية على غلاف كل مادة مع توزيع الجدول الزمني للامتحانات تفاديا للأخطاء الفنية .
وريثما تنتهج الجهات المعنية جملة من الاجرات العملية الضامنة لعدم تسريب مواد المسابقات الوطنية فإن آمال المجتهدين ستبقى عالقة دون غيرهم وتنتظر أن تجد آذانا صاغية لوضع خطط محكمة تفي بإجراء الامتحانات بكل شفافية ومسؤولية حفاظا على الأمانة والوطن .

بقلم : محمد  اعل الكوري

مقالات ذات صلة