سميدع في عيون الشعراء…تسليم جوائز للفائزين /حصريا على موقع الهدهد

نواكشوط 29 اغسطس 2020 ( الهدهد)

سميدع في عيون الشعراء موضوع حفل توزيع جوائز مسابقة” سدنة الحرف” المنظمة في  بقاعة العروض بالمتحف الوطني في نواكشوط لتسليم جوائز  المسابقة لشعراء الشباب الفائزين بها بحضور عدد من الشعراء  والمثقفين .

وكانت مناسبة بعث خلالها ادي ولد ٱدب تسجيلا  صوتيا للمشاركين في الحفل هذا نصه:

السلام عيلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأعزاء “سدنة الحرف” الجميل، رمتم مرابطين في ثغور الإبداع من الماء إلى الماء

إن إحساسي بهذا التكريم مضاعف دورات فلكية.
أولا: لأنها المرة الأولى التي أكرم بهذا المستوى، في وطني

ثانيا: أنها المرة الأولى التي يقرن فيها اسمي، باسم جائزة شعرية وطنية إبداعية راقية مثل هذه.. بعدما اعتذرت مرات عن اقتراح السدنة لاسمي في بعض دوارات المسابقة الماضية، تقديما لأسماء ثقافية وفكرية وشعرية أراها أجدر مني بذلك التكريم، وما تزال هناك أسماء أخرى أجدر مني بهذا، لكنكم لم تتركوا لي حق الاعتراض هذه السنة.
ثالثا: أن اشتراك اسمي لهذه الدورة مع اسم سميدع، المناضل الرمز/ الراحل/ / الغائب/ الحاضر هو إضافة نوعية في التكريم كانت من حسن حظي.

رابعا: أن الطاقات الشبابية الإبداعية التي شاركت في هذه الدورة بالذات، كانت إضافة نوعية للمشهد الشعري الحداثي الأصيل، زادت من تكريمنا بما قدمته من نصوص طافحة بالشعرية، تمكنت باقتدار فائق من استلهام الرمزية الثورية النضالية الإنسانية لفارسها البطل الفكري سميدع.
وبما أني أدعي أني اشترك مع الرمز المكرم في الخلفية الثورية، التي تؤمن بالمثقف الثوري، المثقف العضوي، بمفهوم اكرامشي، الذي لا يمتهن الحربائية في تلونها، ولا الضفدعية في نقيقها، فأني أحب أن ألقي نص ” أنا سيد الثورات”، الذي كتبته 2011، في مهب ثورات الشعوب العربية ، التي كانت دوافعه ومنطلقاتها مسوغة، ومشروعة، لكن مآلاتها احترقت…حيث أردت في هذا النص أن أقول: إن الثورة ينبغي أن تكون داخلية تعتمل في وجدان الثائر وفكره، قبل أن تنتقل إلى الخارج.

أنا سيد الثورات

الأرْضُ.. ترْجُفُ..
تحْتَ أقدام الطواغيتِ..
السّمَا غَضْبَى.. الأعاصِيرُ..
الجماهيرُ.. الحشودُ.. الثوْرَةُ الكُبْرَى..
على الأصْنامِ.. والأنْصابِ..
والأزْلامِ!

أنا طائرُ الفينيقِ..
أُبْعَثُ مِنْ رَمَادي.. هكذا..
أنا ماردٌ..
أبْطلتُ طلْسَمَ قمْقمي..
أنا قادِمٌ..
إنِّي ” سُليْمَانُ ” الزَّمَانِ..
مُسَلّحٌ بالعِلْم والإعْلام!

قدْ جئتُ أنْسخُ “آيةَ الكُرْسِيِّ”..
في شرْع الطغاةِ.. الخالِدينَ..
بـ “سُورةِ الناسِ” الأُباةِ.. الرافِضينَ..
“مُؤبَّدَ الأحْكام”

“ارْحَلْ”..
أنا الشعْبُ المُدَجَّجُ بالرُّؤى..
“ارْحَلْ”.. نَشِيدي..
وَحَّدَ الأوْطانَ..
ألْغَى زُورَ هاتِيكَ الحُدُودِ..
العُرْبُ تَهْتِفُ كُلُّها-مِلْءَ الشوارع-:
أيّها الجَبَّارُ.. “ارْحَلْ”
بَطشُكَ الدَّامي..
بلا جَدْوَى..
جدارُ الرُّعْبِ.. قدْ أهْوَى..
لَدُنْ هَبَّتْ عَواصِفُ
ثوْرَتي.. بسَلام!

أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غيْر مُسْكةِ كبْريا..
تأْبَى الحَياةَ.. بلا حَيَا..
أُفٍّ عَلى خُبْزٍ.. بلا عِزٍّ..
على وَطنٍ.. بلا سَكَنٍ..
على عِلْمٍ.. بلا طعْمٍ..
على حُكْمٍ.. بلا عِلْمٍ..
أنَا حُرٌّ..
أوَاجِهُ مَنْ يُهينُ مَقامي!

أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غير صَدْري.. عاريًا..
خَبَّئتُ فِيهِ القلبَ.. قنْبُلةً..
مُعَبَّأةً.. بنبْض الحُبِّ..
والأحْلامِ.. والآلامِ!

أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غير جَبْهَةِ ثائِرٍ..
تَهْوَى الشّمُوخَ..
بوَجْهِ كلِّ مُكابرٍ..
ومُتاجرٍ..
بالزيْفِ.. والأوْهامِ!

أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غير صوْتٍ.. لا يُباعُ..
ولا يُحاكِي البَبَّغا..
بالحق يَصْدَعُ.. لا يُراعُ..
يُعَطِّرُ الآفاقَ.. بالأنْغامِ!

أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غيْر عَيْنيْ شاعِرٍ..
تسْتشرفان.. غدًا جَميلا..
في دُجَى قبْح الظلام الطامي!

أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاح..
غيْر هاتيْن اليديْن..
لغيْر رَبِّي.. لمْ تُمَدَّا
تُتْقِنانِ.. إشارَة َالنصْرِ..
التحَدِّي..
تَصْنعانِ السِّحْرَ..
بالأزْرارِ.. والأقلام!

أنا لسْتُ أمْلكُ مِنْ سِلاحٍ..
غيْر عَقْلٍ..
خبَّأ الأعْصَارَ..
والأقْطارَ..
والأفْكارَ..
تحْتَ الزرِّ..
إنِّي سَيدُ الثوْراتِ..
رَبّ السِّلْم..
فالحُكَّامُ – منذ الآن-
طوْع زمامي
2011

شكرا لكم.
أدي ولد آدب

مقالات ذات صلة