الجزائر : بداية عصيان مدني في بعض المناطق
توسعت دائرة الاحتجاجات في الجنوب الجزائري خلال الأيام الأخيرة، لتصل إلى كبريات مدن الجنوب، بعد أن انطلقت يوم الأحد الماضي من قرية «تينزواتين» الصغيرة والواقعة على الحدود مع دولة مالي، حين قتل شاب برصاص الجيش عندما كان يشارك في مظاهرة منددة بالعطش.
وشهدت مدينة «برج باجي مختار»، في أقصى جنوبي الجزائر، احتجاجات شعبية غاضبة، تطورت إلى «عصيان مدني»، فأغلقت المحلات والمتاجر، ورفع السكان مطالب بالتنمية وإنهاء التهميش الذي يعاني منه الجنوب، وخاصة المنطقة الحدودية المحاذية لدولة مالي، حيث أغلبية السكان من الطوارق.
وردد السكان المحتجون شعارات مؤيدة للحراك الذي انطلق من مدينة «تينزواتين»، منددين بلجوء الجيش وقوات الحرس الحدودي إلى العنف في مواجهة احتجاجات السكان.
وتداول ناشطون جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لاحتجاجات سكان مدينة «برج باجي المختار» الحدودية، واعتصامهم أمام مقر الولاية، وتحدث الناشطون في مقاطع الفيديو عن ضعف البنية التحتية في مدن الجنوب.
وطالب المحتجون بضرورة فتح تحقيق مستقل وشفاف في مقتل الشاب «شينون أغ عمر» بطلق ناري على يد عناصر من حرس الحدود والجيش، وفق ما تؤكد مصادر محلية .
وخرجت مظاهرات في العديد من المدن الأخرى ترفع شعارات متضامنة مع مدينة «تينزواتين»، من ضمنها مدينة «رقان» التي تظاهر فيها المئات مرددين شعار «توارق رقان معك تين زواتين».
كما حضرت «تينزواتين» في احتجاجات الحراك الجزائري أمس الجمعة، وردد المحتجون الجزائريون شعارات منددة بالقمع الذي تعرض له سكان القرية، وتصف النظام الحاكم في الجزائر بأنه «قاتل».
في غضون ذلك استمرت الوقفات الاحتجاجية الشعبية أمام مقر الوالي في مدينة «تمنراست»، التي توصف بأنها عاصمة الجنوب الجزائري، وردد المشاركون فيها شعارات مؤيدة لقرية «تينزواتين»، وتطالب
أما سكان مدينة «تيمياوين» القريبة من قرية «تينزواتين»، فقد تضامن سكانها مع جيرانهم بطريقة خاصة، عندما أقاموا صلاة الاستسقاء، ورفعوا الدعاء بإنهاء محنة العطش التي تمر بها قرية «تينزواتين» وأغلب مدن الجنوب الجزائري.
وأطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسماً للتضامن مع قرية تينزواتين (#كلنا_تينزواتين)، أصبح خلال الأيام الأخيرة نشيطاً على تويتر.
وكان سكان «تينزواتين» قد خرجوا منذ عدة أيام للاحتجاج بسبب «العطش»، إذ أغلقت السلطات وادياً كان هو المصدر الوحيد للمياه، ونصبت أسلاكاً شائكة تمنعهم من الوصول إليه، وما تزال الاحتجاجات في المدينة مستمرة.
ويقول سكان «تينزواتين» إن الأسلاك الشائكة التي نصبت السلطات كما أنها تمنعهم من الوصول للمياه، إلا أنها تعيق حركة مواشيهم في المنطقة، وتفصل بشكل نهائي «تينزواتين» عن نصفها المالي المعروف باسم «إخرابن».
وتقطن قبائل الطوارق القريتين منذ زمن بعيد، ولم يسبق أن كانت الحدود بين الدوليتن مشكلة بالنسبة لها.
وتتهم الجزائر جهات معادية للوطن بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات، فيما نشرت الإذاعة الجزائرية تصريحاً لأحد الوجهاء المحليين في «تمنراست» يطلب من السكان «التحلي باليقظة لمواجهة المحاولات التي تريد ضرب استقرار المنطقة»، مشيراً إلى أن هنالك «بعض الأشخاص يسعون لتأجيج الأوضاع من خلال التصريح لوسائل إعلامية أجنبية بمعلومات تزيد من تعقيد الأوضاع».