انا القائد وحدي … و “الظل ظلي”

نواكشوط 09 يونيو 2020 ( الهدهد .م .ص)

قراءة في التغييرات بهرم المؤسسة العسكرية أمس جواب على أسئلة كان يطرحها الشارع منذ أن تولى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مقاليد الحكم في البلد.
فاستدعاء الرتبة الأكبر في الجيش اللواء محمد ولد مگت بعد أن ظل في قيادة الشرطة لسنوات، ضمن المرسوم الرئاسي الجديد. رسالة عسكرية متمحضة من الرئيس ولد الغزواني للجيش وضباطه وجنوده مؤداها أن اللواء ولد مگت هو أقدم وأكبر رتبة في الجيش (المشاة) وهو الأقدر والأجدر بقيادة الأركان في هذه المرحلة. ويملك تجربة يستحق بموجبها في نهاية خدمته أن يتولى قيادة  الأركان العام للجيوش.

لاشك  أن قيادته للاستخبارات الخارجية والداخلية وقيادته لأكثر من منطقة حدودية عجنت تجربته وأنضجتها بما يكفي، وقد يكون في هذا التعيين ردا مبطنا على سلف ولد الغزواني الرئيس الأسبق عزيز الذي يروى عنه رفضه
المتكرر لاستقدام ولد مگت إلى قيادة الأركان.

كما أن انتساب ولد مگت إلى ولايتي لبراكنه واترارزه (أمه من بتلميت وأبوه من لبراكنه) يجعل من تعيينه باقات ملونة بلون الجندية ورائحة السياسة.

ينضاف إلى ذلك أن تعيين مساعد له  وهو لواء في المشاة قادم من قوة الأمن العمومي وأكاديمية أطار لمختلف الأسلحة قبل ذلك، وهو اللواء ولد بله، الذي يعرف عنه تشبثه الفعلي بالجندية وانضباطه المفرط، يجعل من القيادة العامة للجيوش خلية صافية من قوة المشاة (السواد الأعظم من الجيش).
كما أن القرار بحد ذاته تنحية إدارية للقائد العام الأسبق لأركان الجيوش الأسبق ،الذي عرف عرف عنه ولاءه للرئيس السابق .

وفي رسالة تعيين مساعده على الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية صاحب  التجربة  الطويلة في الجيش وقيادته الفذة للبحرية التي جعل منها مؤسسة عسكرية قادرة على القيام بدورها جهدا ملموسا ومحسوسا.

فاختيار إسلكو ولد الشيخ الولي لقيادة الأركان  الخاصة للرئيس جاء عن قناعة من القائد بكفاءته وإخلاصه وتفانيه في تنفيذ المهام التي توكل إليه بكل جدارة واستحقاق..
وهكذا فإن تعيين قائد للجيوش البرية وهو منصب ظل عمليا بيد اللواء “ابرور” حتى مساء امس وقائد القوات الخاصة قادما من ابتعاث
طويل إلى حلف الشمال الأطلسي هو اللواء محمد ولد الشيخ ولد بيده الذي يروى عنه ملاسنته مع الرئيس الأسبق عزيز بشأن حادث إقالة العقيد ولد ببكر إبان التمرد على الرئيس الأسبق  ولد الشيخ عبدالله؛ أوحى بإعادة هيكلة غير مسبوقة داخل الجيش خصوصا في الجانب العملياتي.
ومن ناحية أخرى فإن تعيين ضابط برتبة فريق من الحرس على الشرطة وآخر من الجيش برتبة فريق على الحرس رسالة إلى القوتين مؤداها أن وزارة الداخلية هي التي تقودهما وليست وزارة الدفاع، تماما كالإبقاء على الفريق الداه ولد المامي ثاني أكبر رتبة في الجيش تحت تصرف وزارة المالية.
ثم إن إعادة صاحب أكبر رتبة في البحرية إلى قيادة الأركان البحرية والإبقاء على قائد أركان القوات الجوية وهو لواء طيار رسائل تنظيمية وإدارية من الرئيس غزواني توحيهي الأخرى  باحترام التخصص والعمل تدريجيا على خلق جيش مهني.
فأكبر قرارات الرئيس ولد الغزواني على هذا المضمار منذ وصوله للسلطة ليست مفاجئة بالمرة لكنه أظهر فيها قوة وصرامة قد تكون من وحي الكفارات المبيتة لدى الرجل حول التخلص من تهمة رجل الظل وتهمة تكبيل جائحة كورونا له بحيث نقرأ من قراراته مساء أمس أبرز جملة وهي : أنا القائد وحدي والظل ظلي.

/اسماعيل ولد يعقوب ولد الشيخ سيديا/

للتوضيح : المقال أرسله لي احد زوار الموقع بدون عنوان وغير موقع  فعهدته يرسل لي المقالات الغير موقعة  من طرف الٱخرين وأقوم بتحريرها ونشرها غير موقعة .

وعندما بعث لي هذا المقال وجدته جديرا بالنشر والقراءة فراجعته “نزعت منه واضفت إليه ” واخترت له العنوان ووضعت معه  الصورة المناسبة… ولم أوقعه بإسمي  لأنه ليس من إنتاجي بشكل نهائي ومن الأمانة أن لا أوقع في تلك الحالة فنشرته بدون توقيع .

وبعد نشر المقال اتصلت على الشخص الذي أرسله لي وسألته لماذا صاحب المقال اختار أن يرسله موقعا “بمنقول”  فرد علي قائلا شكرا على اختيار العنوان مما يدل على المهنية في العمل التحريري والعمق في متابعة السياسة.. وأرسل لي بعد ذلك اسم كاتب المقال الذي اضافه الى المقال في تلك اللحظة.

مجرد توضيح … الشريف بونا

مقالات ذات صلة