خاطرة : الوضعية تتطلب الفرق بين لحظات الجد والهزل

نواكشوط 08  يونيو 2020 ( الهدهد .م .ص)

عندما توضع في غرفة مغلقة وحيدا مقيدا باجهزة المراقبة لا يدخل عليك احدا غير ممرضة تحمل حقنا و اقراص ادوية و فراشا يدخل اليك أكلا و شربا .

فهم يلبسون سترة حماية لا ترى الا  أعينهم اللتي يملؤها الخوف من ان العدوى اللتي انت مصدرها و الشفقة عليك مما انت فيه.

وفي الغرفة الموالية مريض في العناية يتنفس اصطناعيا لا تسمع له صوتا، يضع رجلا في الدنيا و رجلا في الآخرة ولا احد يعرف اي الرجلين ستغلب الاخرى.

لا تعرف هل ستبقى هكذا ام ان حالتك ستتدهور في أي لحظة، عندها فقط ستعيد الذاكرة الى الوراء و تعلم ان ذالك الفقيد الذي حضرت جنازته و صليت عليه مع مأتين من ذويه لم يكن اهم منك و من صحتك و ان الدعاء له بالرحمة و اتصالا باهله كان كافيا.

و ان ذالك الزفاف الذي حضرته واجتمع فيه مائة شخص تحت سقف واحد و رقصت فيه لم يكن اهم منك او من صحتك.

ستعلم ان زيارتك لأهلك لم تكن ضرورية و ان تلك الدراعة الجديدة و تلك الملحفة التي ذهبت للسوق لشرائهما لم يكونا اهم منك او من صحتك.
لذا انا و انت نعلم ان كل تجمع في هذه الفترة سندفع ثمنه امواتا و حالات عدوى، قد تصيبك  انت او أبوك اطأو أمك.
اذا كنت غير مصدق ان هذا المرض حقيقي فاعذرني ان اقول لك انك جاهل( قد تكون عالم ذرة ولكن في هذه النقطة بالضبط انت جاهل ) وانك ان كنت تعلم ان هذا المرض موجود و مسبب للوفيات و تواصل في حياتك الطبيعية فانت مستهتر.
وذا كنت تعتبر ان حضورك للمناسبات اهم منك و من صحتك و صحة أهلك فانت ايضا جاهل.
الدولة لا تنقذ المواطن… فالمواطن  في هذه المرحلة مخير ان ينقذ نفسه او ان يتسبب في هلاكها و هلاك الجميع.

من صفحة الدكتور Sidi Abdoullah شفاه الله وعافاه

 

مقالات ذات صلة