من ارشيف التاريخ : تفحة من تحف سيدي محمد .. ./ اكس ول إكس اكرك
عملاق الأدب الشيخ ولد مكيٌ
بين مثلث جغرافي أضلاعه ” ألاگ – بوتلميت – بو گى ” تنقلت أحياء “إچيچبه من: أهل أشفغ ابريهم وإداشفاق وازماريگ و محمذن عثمان وإ گذَ عمي بين بيرالبركه وأغشورگيت والعزلات وبوطلحاي ولمدن والزغلان وبو اغبيره واللّگات والدخن وابير اتورس وحاسي العافيه ..
وفى القرن الثاني عشر الهجري قامت محظرة “الكحلاء و الصفراء” وسبب التسمية أن المحظرة قامت فى خيمتين كبيرتين إحداهما صفراء والأخرى كحلاء “سوداء”، وقد تعاقب على التدريس فى المحظرة منذ انشائها وحتى اليوم علماء أجلاء، منهم مؤسسها حبيب الله بن القاظي بن ديده وكان حبيب الله قد أخذ الفقه عن محمذن ولد أبهم الإچيچبي الذى جلب أول نسخة من مختصر خليل أخذها عن شيخ الشيوخ الفالي البوحسني الآخذ مباشرة عن علي الأجهوري، ودرّس فى المحظرة مع حبيب الله بن القاظي بن ديده ابنه محمد محمود صاحب النوازل وصاحب الطرة الشهيرة على مختصر خليل المسماة باسمه ودرّس بها أبناء الفقيه أشفغ أحمد بابو، وكذلك أبناء المنجى: محمد المصطفى ولد المنجى ” بيداه ” وابنه محمد يحيى ولد المنجى القائم الآن على المحظرة، والكثير من العلماء الأجلاء وقد اشتهرت محظرة ” الكحلاء والصفراء ” بتعمقها فى الدراسات الفقهية و ما يتعلق بها فنالت بذلك شهرة طبقت آفاق المنتبذ القصي.
وقد ازدهرت المحظرة واتسعت من ذلك أن مختصر خليل كان يدرس كله موزعا في الألواح، في المحظرة خلال يوم واحد، فإذا اعتبرنا أن كل طالب يدرس “قفا” وجدنا عدد الطلبة الإجمالي ” 333 ” طالبا فإذا وضعنا في الحسبان أن بعض الطلبة أكثرهم يكتب أقل من ” قف ” وأن بعضهم يدرس حسب نظام المجموعة ” الدوله ” سيزيد العدد إلى الضعف أو أكثر خصوصا أن المحضرة تدرس متونا أخرى غير مختصر خليل، كما أن حصص الطلبة من المختصر تتداخل وتتطابق أحيانا. لقد اكتظت المحظرة بالطلبة حتى بلغ عدد أبقارهم 400 بينما كانت كل أسرة تعول ما بين طالب واحد إلى 5 طلاب مؤبدين، وهذه معادلة تبين أن المحضرة كانت تضم مئات الطلاب.
ومن أشهر من درَس بالمحظرة الشيخ سيديّ الكبير بن المختار بن الهيبة الإنتشائي الذى درس على شيخيها حبيب الله وابنه محمد محمود، الفقه وقواعده وطرة محمد محمود ويقال إن مكثه فيها دام اربع سنين ومحمد محمود ولد اتلاميد التركزي والقطب ولد الشيخ المعلوم البصادي و فتى بن فال الحسن الشقروي وغيرهم من كرام الناس كثيرون.
وممن اشتاق للدراسة بها الأديب الكبير محمد عبد الرحمن بن المبارك بن يمين الگناني الذى يقول :
أبى ليّ أن أصبو إلى الخرَّد الدهرا :: وأن آلف النومَ، الخيالُ من الصفرا
ترفعت عن وصل الخرائد فـترة :: وآلت لي الصفرا قطعت لها الأمرا
فـسلمت مقهورا ببرح غرامها:: كما فعلت قبلي بكل فـتى قهرا
بها فتية آووا طريقة مالك:: كما مالك آوى طريق أبي الزهرا
فـذا قائم يبكي وذاك مؤذن:: وذي فتة تَقرا وذي أضيف تُقرى
فى بير البركة اختار محمد محمود ولد مكيّ السيدة ” وَرّادَه ” لتكون أما لولده الشيخ الذى ولد سنة 1912 فسماه أبوه تيامنا باسم الشيخ القاضي بن الحاج ألفغ الإديچبي، فنشأ كما ينشأ ناشئ الفتيان من قومه وعلمه أبوه مبادئ الدين ومعالي الأمور ومكارم الأخلاق وأرسله إلى محظرة “الحجاج” ثم محظرة ” الكحلاء و الصفراء ” فقرأ القرآن ومتون الفقه واللغة كان شابا ذكيا و” چبّابا ” كان جميل الخَلق أنيق الزي حسن السمت، جميل الخط، وكان يحسن صنوفا من فن الرقص لا مثيل ها ولكل رقصة تسمية خاصة بها، وكان كث شعر الهامة يدهن شعره بالزبدة المعطرة وينگشه بعود.
وجد الشيخ فى محظرة ” الكحلاء والصفراء ” فتية من أهل “إيگيدي” أُعجب بنمط حياتهم ومنظومة قيمهم وحين صدروا من المحظرة صحبهم إلى أرض الگبلة قائلا إنه يريد أن يتعلم أخلاق أهل “إيگيدي” حين وصل الشيخ إلى الگبلة كان مكتمل الفتوة إلا أنه اكتشف أن شرطا أساسيا لازال ينقصه ألا وهو ” لغن” فى مجتمع لغن فيه شرط أساسي من شروط الفتوة ، ذهب الشيخ إلى امحمد ولد هدار وطلب منه أن يعلمه لغن أجابه امحمد بأنه سيستخير، وأن الإستخارة تتطلب ثلاثة أيام.
مكث الشيخ ثلاثة أيام فى المحصر فى عالم متجدد من الإدهاش والإثارة، وبعدها أخبره امحمد ولد هدار أنه قبل أن يعلمه لغن بثلاثة شروط : – أأولها ن لايهجو، ثانيها أن لايُفوِّتَ مَقصدا قائلا له: ” لا أتْعَفِّ المقصدْ” فكلما وجدت فرصة فقل لكن أنت حر بعد ذلك فى النشر من عدمه، والشرط الثالث: إذا قلت طلعة أو كافا ثم فسره المتلقي تفسيرا يخالف ما قصدته أنت فاقطع نسبة النص الأدبي إليك فالنص صار إنتاج صاحب التفسير الآخر، إذا قبلت هذه الشروط فسأعلمك ” اكعد امع التركَه هون ” واكتب كل ماتسمع عندهم وتكاطع معهم واعرض عليّ كل ماتجود به قريحتك لأقيّم من خلاله انتاجك وذات ضحوة كان امحمد ناشرا فى ظل ” كصو” المذرذره أتاه الشيخ وعرض عليه طلعة أطربت امحمد فأجازه وقال له : انطلق لقد أصبحت امغني.
وقد أصبح الشيخ فعلا امغني كان ذلك العهد هو العصر الذهبي لأهل انگذي متمثلا فى امحمد ” لعور” الذى ملأ الدنيا وشغل الناس، نال رقص الشيخ إعجاب العالية بنت أحمد سالم ولد ابراهيم السالم زوجة الأمير أحمد ولد الديد ونال إعجاب أهل المحصر، ذهب الشيخ إلى سان لوي “اندر” وكانت دار أهل ابن المقداد عامرة كان يتاجر نهارا فى الشاي ” الورگه ” وفى الليل يحضر “الهول” عند أهل ابن المقداد وربما رقص للنديِّ يقول له صديقه المختار ولد حَمّنِّ اليدالي الملقب “المختار الشاعر”:
الشخ ألا كاردْ منجاع :: وحدُ فيهْ اتبطُّ لرياحْ
إظل اكراع إصوعْ اكراعْ :: وايبات اجناح إصوع اجناحْ
جمعته دار أهل ابن المقداد بفتيان ” المهاجريَّ ” شمّاد ولد أحمد يوره ومحمد ولد ابنُ ومحمد ولد محمد اليدالي و المختار ولد هدار والولي ولد الشخ يب والوالد ولد قطب وغيرهم ..
رجع الشيخ إلى إيگيدي وقد جفا الصبا وتحَلّما ورقت أخلاقه وسمت لغته ومعانيه سكن مع أولاد ديمان فاختبروا حلمه ذات مطارحة أدبية كان يعلق دراعة له فاخرة فجاءته جماعة منهم وأخذوا فى حديث طابت أفانيه ثم أمروا من يطلص عجلا على الدراعة ليرققها فلم يكترث الشيخ ولم يتفشول بل كان كصخرة الوادي إذا ما زوحمت وتحدث كأنه الجوزاء فعلمو أنه ” طابَ وأنَ اغْناهْ عادْ إيگد إينحكَ افلمسيد “:
إيلَ عاد الدهر اعلَ حالْ :: الدهر إلِّ نعرف مزالْ
وابلَ باس ءُغيد التحجالْ :: وابلدْ فيه الناسْ الْ تنگاسْ
مزالْ ءُ مزال إيل گال :: حد إلْ يبْغِ مافيهَ باسْ
آن بعدْ ءُلان مقيسْ :: إلّ نبغ نوعدْ بقاسْ
وامن الناس انختير انگيسْ :: ألاَّ ذاك الْ فيه امْن الناسْ
بتلميتْ اعطيتْ شَيْلْ :: فيه انهارينْ ابلا امثيلْ
احسانْ، ءُ فضل، انهارْ،ليل :: بين أفاضلْ، ما فاضل
عنهم فالفضل اليوم شِيلْـ :: إلْحدْ اتلَ من لفاضل
ءُ ريتْ اجماعَه ما تنسوَ :: فالفضل ابلا مناضلْ
موثوقَ تعرف تستوَ :: فضلْ، ءُ تعرف تتفاضل
افريگْ السودان المتگادْ :: فالتّيْلِيدْ أحْرارْ ءُ عَبّادْ
مرّتْ فيهْ إنَّ يالجواد :: إثْنيّ ماهِ موصُوفَ
فالشّمّيشْ ءُ مَرْ إنّ زادْ :: عاگب ذاكْ إثْنِ واخْروفَ
ءُ مرتْ عاگب ذاكْ افْمِرادْ :: أسْراحُ سَدْسَ ملگوفَ
واسكتنَ منْ جِيهتْ لمْگادْ :: واتعاميْنَ خوفْ الشّوْفَ
واكْتِنْ وَلَّ لخريفْ ءُ عادْ :: امنْ الخيرْ اتْروحْ اظروفَ
وَسينَ عن خلْگ التسياحْ :: واتْنازلْنَ چَگْـمَ چُوفَ
عادتْ تُوغدْ گاع افْلمراحْ :: ءُهاذَ ماهُ لاهِ يَوْفَ
يقول الشيخ ولد مكي رحمة الله عليه: “أفحمت في حياتي مرة واحدة، فخلال الفترة التي كنت فيها فتى حدثا في مَحْصَرْ إمارة اترارزة أمارس الرقص، كان المحصر في الشتاء يتوجه شمالا، إلى بئر انْوَاكِلْ إِشَتِّي هناك، في إحدى السنوات، وفي رحلة الشتاء إلى انْوَاكِلْ، نزل المحصر للمبيت في المنطقة المعروفة بأَبْيَارْ تَاگنَانتْ، وكان من عادة أهل المحصر النوم ضحى، لكنني في صباح ذلك اليوم لم أنم، ولم يستيقظ معي أحد، نهضت وذهبت أستطلع المكان، فشاهدت خيمة غير بعيدة فتوجهت إليها عسى أن أجد عند أهلها شايا صباحيا، حين وصلت كان هناك رجل جالس في شق الخيمة يَكْصَرْ تِيرْزَه مَنْ أَرْشَ، وبين أَرْكَايْزْ أَشْوَيْبْتَيْنْ إحداهما بين يديها مواعين شاي وَالْمَغْرَجْ طَالَعْ، سلمت ـ وكنت ألبس لباس الرَّگاصْ المميز، فرد علي الرجل السلام، ورفع بصره إلي، وقال:
أَنْتَ مَانَكْ هُوَّ لِچيچبي الْمَذْكُورْ رَگاصْ فَالْمَحْصَرْ؟
قلت له: آنَ إگبَالْ
طَرْحَتْ أَشْوَيْبَّ الْكِسَانْ عَنْ أطَّابْلَه، وَأكْفَاتْهَ أَفْعَبُّونْهَ ءُگامَتْ أَتْرَدِّيهَ، وَأتْكَرَّرْ لَازِمَة:
دَانَ ـ دَانَ ـ دَانَ..
تفاعلت وبدأت أرقص ودخلت الخيمة، وقلت لها گولي:
عَنْدِ حَالَ هَوْنْ أَفْلَبْتَيْتْ :: مَا يَعْرَفْهَ يَكُونْ آنَ
وَنْطَاوِ بِيهَ زَادْ أَعْيَيْتْ :: سَاعَتْ لَكْطَاعْ الْوَزَّانَ
رفع الرجل رأسه مباشرة، وقال:
انگدْ انگاطَعْ وانْحَانِيكْ :: كِيفْ الْوَزَّانَ تِتْحَانَ
وَانگدْ انرادِفْ زَادْ أَعْلِيكْ :: أَلا من ذَاكْ إبْغَيْتْ آنَ
قال الشيخ: فاجأني الرجل بعد أن ظننت أن لا شأن له بالفن، وأني قد استفردت بالجماعة، فأفحمتني سرعته وجودة قوله، وجلست أنتظر البراد الأول، وتركت له المجال.
زار الشيخ ذات مرة القاضي ” امّييْ ” فطلبت منه زوجته ” الخيتْ ” أن يطلب لها الشيخ أن يرقص لها إحدى رقصاته الشهيرة وكان الشيخ يرقصها أيام الشباب ولكنه أقلع عنها ذلك سبب والسبب الثاني أن حضرة القاضي ” امييْ ” ليست ملهى عاشق كلف ، شعر اميي بالحرج ” فلا هو يريد رد طلب ” الخَيتْ ” ولاهو يريد احراج الشيخ فقال للشيخ بعد مقدمة ” خالگاتْ رگصات .. ” رد عليه الشيخ وكان لماحا : ” خالگاتْ يغير مانبغيلهم كبْرْ اشهودْ ” وكان الشيخ على حق فهو لايريد كبر اشهود خاصة إذا كان الشاهد بحجم القاضي ” اميي ” .
/
يعتبر الشيخ من أكبر أدباء المنتبذ القصي ومن جيل الرواد ويحتل انتاجه مكانة أدبية متميزة أبدع فى جميع الأغراض الأدبية ، كان الشيخ زور أرة أهل اعليّ وكانت له أثرة عند ” الناس الشرگيَّ ” وحين ذهب إلى ” اندر ” انشغل بأمور عنهم وأصبح لايعرف ماذا أحدثوا بعده فأرسل لصديقه الأديب محمد ولد محمد اليدالي ليستطلع له الأمور وحمله سلاما عاما لأهل إعليّ ” منينَه ومانَ مَيَّ وعَيَّ واعليّ ، ثم كلفه بسؤال “عّيَ ” منفردة بعيدا عن الرقباء عن جملة أمور تضمنتها الطلعة :
قال الشيخ ولد مكي :
سلمْ لِ لَعْدْ أنجيكْ :: وافْلغرورْ أنكافيكْ
أعلَ منّينَ ذيكْ :: وأعلَ مـــانَ ميَّ
واعْلَ عَيّ واعليـكْ :: واعلَ زادْ أعليّ
ءُ خصّصْلِ لاتسغرْ:: باسلامِ عَيَّ ســرْ
وامْنْ الگرّاظْ أحذرْ:: ءُاوسيهَ جَبْدِيَّ
ءُ سولْهالِ عنْ زرْ:: الناسْ الشرگيّ
ءُعن ذاك الحدْ أياكْ :: مابدّلْ شِ بيّ
ولْ منْ ذَ فيهْ أغباْك :: ســـوّلْ عنُّ عَيّ
و إلِّ گالتْ لكْ فيهْ :: مشِّيلِ يالنـزيهْ
بيه ءُلا يعلم بيهْ :: كونْ أنتَ خفيّ
هذا لينْ اتواسيه :: إگرْ أفطنْ فيّ
وإجمّلْ وانكافيهْ :: مزلتْ إلْهَ هِيّ
فردعليه محمد ولد محمد اليدالى:
لحكتْ أسلامكْ فتْ :: للشّعارْ إلِّ گلتْ
وافطنْ عنِّ عدلتْ :: تلحاگُ بالنيّ
وأعكبتْ أصَّ جابدتْ :: عنهمْ وحدِ عَيّ
ءُ گلتلهَ ذاك إلْ زاد :: كلتله من لمرادْ
ءُ گالتْلِ عنك گادْ :: فالناسْ الشر گيَّ
تدرك شِ من لمگادْ :: بالشرطْ اعلَ عَيّ
تعجل واتوادعْ زاد :: الناس الگبليّ
والحد الْ گلتْ ءُراك :: اجْبرْ لمعارفْ هاكْ
منهم غير أصّ ذاك :: فلِّ گالتْ هيّ
مانسََّ فيكْ ءُ شاكْ :: عن سبتْهَ عَيّ
والمُوكافات إلْ طيتْ :: فالرّسلَ راهيَ
نكبظْ فيهَ لَجيتْ :: منْ گبْلَ لحذيَ
وللمساجلة بقية إلا أننا أوردناه كمثالا على أدب المراسلة ومن أدبه السياسي أن ” حزب الشعب ” جاء يعرض دستوره برنامجه على شعب ألاگ وفتح باب الإنتساب وكان أعضاء حزب النهضة بقيادة معروف ولد الشخ عبد الله عرضون بشدة ويقودون حملة ضد حزب الشعب فقال الشيخ فى تورية بديعة :
شعبْ ألاگ امنينْ إلِّ جاهْ :: حزبْ الشعبْ افْرحْلُ وإلگاهْ
والدستورْ إلّ جابْ إگراه :: واسكتْ حانَ يسمعْ وايشوفْ
واكتنْ شافُ وافهمْ معناهْ :: وارضَ بلِّ گالْ الرؤوفْ
دخلُ شِ امنْ الناسْ إلْمُناهْ :: دايرْ يجبرْ مُناهْ ءُ توفْ
وابگ شِ عنُّو ما بگّاه :: گلّتْ طمْعْ ءُ لا گلّتْ خوفْ
معنَ ذاك إلِّ دخلُ عادْ :: معروفْ إلِّ بيه ءٌ منصوفْ
وإلِّ ما دخلُ هوَّ زاد :: إلِّ بيه املِّ “معروفْ ”
وذات مرة قام الشيخ بزيارة لسليمان ولد الشيخ سيديا وحين غادر الشيخ أرسل سليمان سائقا بسيارة ليوصل الشيخ إلى ألاگ وأمره أن يترك السيارة للشيخ عند الوصول فقال الشيخ محمد سالم ولد عدود :
تمشيتْ ابسيارَه صوَّاگ :: هاذَ العامْ إتلحگ بالفيخْ
الشيخ اعلَ غلظُ للاگ :: إيفگد فأفعالْ أهلْ الشيخْ
وبعد مدة عين المختار ولد داداه الشيخ محمد سالم ولد عدود فى المكتب السياسي لحزب الشعب الموريتاني فقال الشيخ ولد مكي :
ديرانْ المختار إرگبْ :: لفقيهْ إعلَ كبرْ المقدار
محمد سالم فالمكتبْ :: إيفگدْ فأفعال المختار
وقد ظلت تلك السيارة متوقفة أمام دار الشيخ لم ينتفع بها يوما، حتى أتت عليها عاديات الزمن، وكانت لصبيان الحي ملعبا.
ومن طريف شعره أن قعيدة البيت كانت تلميدية للشيخ ابراهيم انياس وكانت تحب زيارة كولخ وكان الشيخ لا يحب أن يثنيها لكن:
للشيخ الزياره هيّ :: لصلحْ عند أهلْ التربيّ
والشرط ألا صدقْ النيّ :: واعيَ ينزارْ ابلشار
ويلَ عادتْ مامرضيّ :: عندك يكون الزيارَ
لمجيهْ ألاَّ جيهْ انتيّ :: مافلِّ يرضيك اخصارَ
يغيْر امنين اتواسيهَ :: زيارَه للشخ اديارَ
لصلاحك تمتثل فيهَ :: رحم الله من زارَ
حضر الشيخ مرة هولا لإمحمد ولد انگذي ” لعور” وكان العمرقد تقدم بالجميع لكن ” لعور ” لايزال شابا فى عطائه فقال الشيخ :
شبْنَ واكبرْنَ عن ذَ اليمْ :: غير الفتى من صنيعُ
يَشِيبُ كثيرا واتَّمْ :: الطّباعُ يوافيعُ
والإسقاط على بيت البرا ولد بَگّي
طباع الفتى ليست تشيب بشيبه :: يشيب كثيرا والطباع يوافع
يعتبر الشيخ هذا الگاف من أجمل گيفانه أنا بذوقي المتواضع لم يعجبني الگاف، لكنه ربما يمثل للشيخ حالة شعرية ووجدانية لا يمثلها گّافه:
عت امگلل فالملاهي :: ءُ عت امّلي گاف انگّولُ
يغلبني گولُ للهِ :: بعد القوة والحولُ
بعد عمر حافل بالعطاء ظل فيه الشيخ متحليا بخصال المروءة والنبل والكرم ومكارم الأخلاق، أسلم الشيخ الروح إلى باريها يوم الخميس 19 دجمبر 1996 تغمده الله بواسع رحمته.