المباحثات بين رئيس الجمهورية وولي عهد دولة الامارات
أجرى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اليوم الأحد بقصر الوطن في أبوظبي، ضمن برنامج الزيارة الرسمية التي يقوم بها حاليا لدولة الإمارات العربية المتحدة ، مباحثات ودية وأخوية مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
وجرى خلال اللقاء تبادل للخطب بين فخامة رئيس الجمهورية وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
ونقل صاحب السمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في بداية المباحثات تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.
كما عبر عن مشاعره الطيبة إزاء موريتانيا وشعبها وعن إرادة الإمارات حكومة وشعبا في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها خدمة للمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وأبرز أن زيارة الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لموريتانيا سنة 1973، وضعت الأسس الصلبة للعلاقات الأخوية القوية بين البلدين الشقيقين.
وقال إن هذه العلاقات شهدت منذ ذلك التاريخ تطورا كبيرا في المجالات الاقتصادية والتجارية والتنموية وغيرها.
وأكد سموه مخاطبا فخامة الرئيس أن لدى دولة الإمارات اهتماما كبيرا بتطوير العلاقات مع موريتانيا ودفعها نحو آفاق أرحب خلال السنوات المقبلة بما يعود بالخير على البلدين.
وقال صاحب السمو ” في هذا السياق أنوه بالدور الإيجابي والحيوي الذي تؤديه اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين والاتفاقيات المهمة بين الدولتين التي تم التوصل إليها في إطار هذه اللجنة.
والإمارات تعول على دور هذه اللجنة في تحقيق نقلات نوعية لعلاقاتنا خلال الفترة القادمة.
إن الإمارات وموريتانيا فخامة الرئيس لديهما مواقف موحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف وتعد موريتانيا من الدول الفاعلة في مواجهة الإرهاب والتطرف في المنطقة العربية ونحن فخامة الرئيس نقف معكم في التصدي لهذا الخطر على المنطقة العربية في أمنها واستقرارها و حاضرها ومستقبلها.
إن بلدكم الشقيق العزيز يا فخامة الرئيس ومن خلال عضويته في مجموعة الخمس في الساحل يعد ركنا أساسيا من أركان الأمن والاستقرار والإمارات داعم أساسي لهذه المجموعة التي تقوم بدور مهم في مواجهة مخاطر الإرهاب.
فخامة الرئيس إن الوضع في الشرق الأوسط وتحديدا في المنطقة العربية التي تعيش أوضاعا خطيرة، يتطلب تعزيز العمل العربي المشترك وتعميق التشاور بين الدول العربية لحماية مصالح شعوبها في التقدم والازدهار.
في الختام فخامة الرئيس أرحب بكم وبوفدكم المرافق وأنا على ثقة أن زيارتكم ستسهم في تعزيز وتطوير العلاقات بين بلدينا الشقيقين خلال الفترة المقبلة”.
وفي رده على كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية قال فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني:
” صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان
أصحاب السمو
أصحاب المعالي
أصحاب السعادة
اسمحوا لي بهذه المناسبة أن أعبر عن امتناني لوجودي بين أهلي وبين إخوتي وأحبتي وأشكركم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الأصيلة الذي قوبلت به والوفد المرافق لي منذ وصولنا لهذه الأرض المباركة أرض العراقة أرض الأصالة أرض الحنان والمعاصرة.
إن ما تشهده دولة الإمارات الشقيقة العزيزة على قلوبنا جميعا من تعمير وتطوير وتحديث في جميع مجالات الحياة، مكنها من تبوء مكانة مرموقة في مصاف الدول المتقدمة، حيث قطعت أشواطا كبيرة على طريق التقدم والازدهار، مما يمثل مصدر فخر واعتزاز لكل العرب والمسلمين.
صاحب السمو،
لقد نجح والدكم المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه شيوخ الإمارات وأبناؤه من بعده في مواجهة هذه الصحراء بقوة الإرادة وبشموخ العزيمة وبرسوخ القناعة، حيث تمكنوا من تحقيق هذه النهضة التي ستظل مصدر الهام للمنطقة وشعوب العالم بأسره.
صاحب السمو،
إننا في موريتانيا ننظر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة باعتبارها أهم شريك استراتيجي لبلادنا ونسعى من خلال هذه الزيارة إلى ترجمة هذه العلاقات في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية و الدينية والارتقاء بها إلى مستويات عليا في ظل الإمكانيات الكبيرة المتاحة لنا.
صاحب السمو،
إن علاقات الشراكة والثقة المتبادلة و التطابق التام لوجهات النظر حول القضايا السياسية والتحديات الإقليمية والدولية، تملي علينا أن نعمل بجد ومثابرة على تطوير هذه العلاقات النموذجية المتميزة و المتطورة أصلا وعقد شراكات اقتصادية متينة وبذل مزيد من الجهود في سبيل زيادة الاستثمارات في قطاعات الطاقة والمعادن والأمن الغذائي ومكافحة الفقر والإقصاء والعمل على فتح خطوط نقل جوي وبحري بين البلدين الشقيقين.
ولا يخفى عليكم صاحب السمو، أن بلدكم الثاني موريتانيا يواجه تحديات جمة لا يسمح المقام هنا بشرحها، ولقد عودتمونا من خلال دعمكم السخي واللامحدود سواء كان ماديا أو معنويا أنكم انتم الأهل لذلك كلما استدعت الضرورة ذلك.
وفي هذا المقام صاحب السمو وأخي العزيز، يسعدني أن أقدم لكم باسمي شخصيا وباسم الشعب الموريتاني دعوة للقيام بزيارة لبلدكم الثاني الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تحظون فيها بكثير من المحبة والتقدير ولقد تركت الزيارة التاريخية التي قام بها لموريتانيا منذ ما يربو على خمس وأربعين سنة وبالضبط في التاريخ الذي ذكرتموه الآن، أبو هذه الأمة ومؤسسها المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أثرا طيبا حيث ما زالت تلك الزيارة في ذهن كل الموريتانيين وهي لا تنسى واعتقد أننا جميعا متفقون على أنكم خير من يجدد هذا العهد وخير من يحمل مشعل المغفور له الشيخ زايد.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أؤكد لكم إرادتنا وعزمنا القوي من أجل تحقيق ما نصبو إليه جميعا من تكامل وتعاون، يعكس بحق عمق العلاقات بين بلدينا وشعبينا الشقيقين.
وشكرا صاحب السمو”.