وتر حساس.. عندما تغطي السياسة مشعل الثقافة
في بلد “المليونيات” يدلي الكثيرون، عبر الوسائط الاجتماعية وسائل الإعلام التقليدية، بدلائهم في السياسة بمهارات العارفين ومستخدمين عبارات المنظرين فيصبغون على من يريدون، بلا توخ للدقة أو الموضوعية أو تحر للصدق، وابلا من الصفات الفريدة حتى تخال سيرهم كسير أصحابها الحقيقيين من المخضرمين أهل النظريات المعروفين والنضالات التي سجلها التاريخ في سفر الخلود بفارق خلوها من القبلية الصارخة والجهوية الطافحة والطبقية البينة من الميراث السيباتي العصي.
ولكن لا وجود، على نوافذ وعبر صفحات وبوابات مختلف الوسائط وعبر محطات إذاعات وقنوات شاشات الإعلام، للمعالجات الاجتماعية الضرورية والحقوقية الملحة والتاريخية الغائبة والأدبية الناقصة والمشوهة، وكأن البلاد – في كل الجوانب المتعلقة بمسارها العام – في غنى عن هذه المعالجات لاستقلالية فطرية مردها عبقرية استثنائية ونبوغ خارق تحمله أشعارهم وأدمغة أفذاذهم.
فهل يستقيم الأمر على هذه الحال بأسلوب “الدونكيشوتية” الخرافي و البلد يشظى بسيوف الخداع الفكري و الغياب الثقافي و التيه الحقوقي و النفاق السياسي؟
بقلم الولي سيدي هيبه