وترحساس…معاناة الادب/ الولي سيدي هيبه
عندما يكون الأدب قبليا ضيقا، وجهويا محدودا، وطبقيا محميَ “الرداء” من النقد البناء في ثلاثية هذه القوالب، فاعلم أن هذا الأدب لا يحمل رسالة ملتزمة ولا يبني عقلية راقية بأبعاد الرشد والحكمة والرصانة والسمو والجمال والسلام.
واقع ينطبق بحذافيره على ساحة “الأدب” الملطخ بـ”قلته” في بلاد التناقضات الكبرى والادعاءات الانفصامية المخلة بكل مسارات حراكه المتعثر. فكثيرة هي الاتحادات والمراقب والنوادي والمنابر الأدبية على الورق وفي المقرات المقفرة الموحشة وأفواه الطامعين بـ”المديح” و”الهجاء” المكرري النصوص منذ زمن ولى لنيل بعض فتات الحطام، ولكن لا أداء يبهر لهذه الأطر الهلامية ولا إنتاج ينطق بالالتزام أو يشف عن إبداع.
فهل تُكذب المعارضُ والمكتبات والبرامج الإذاعية والمرئية والتظاهرات الحية المتجددة والمجددة هذا الواقع؟
إن نظرة محايدة على مسرح الحياة الثقافية الراكدة لا بد أن يصدمه هذا البيات ويؤرقه هذا التمادي في نسف هذه الحقيقة والاستغراق في السكر بحالة “الانفصام” التي لا تترك مجالا للشك في أنها أضاعت الثقافة على العموم والأدب بوجه الخصوص.
فهل يظل الأدب “بغلة” محمية العاجزين عن الإبداع والوصوليين إلى المآرب الضيقة من فضلات جاه وحطام النافذين بقوة الحيف وضغط عقد النقص؟