
خواطر : المنشأة الثقافية عدة لخوض معترك دون خلو الوفاض ….!! / بقلم : خديجة ابراهيم
يقول أحد الحكماء:
من أيقظ نفسه وألبسها لباس التحفظ يئس عدوه من كيده له ، وقطع عنه أطماع الماكرين به ، واليقظة حارس لاينام ، وحافظ لا يسأم ، وحاكم لايرتشى، فمن تدرع بها ،أمن من الاختلال والغدر والجور، ومن الكيد والمكر.
تجسيدا وتطبيقا وانطلاقا من هذه الحكمة ومضامينها الرائعة ، بدأت أولى خطوات العمل الميداني وشواهده الوطنية الجادة، في أكثر الفصول الزمنية التاريخية والجغرافية والسياسية والاجتماعية إيضاحا وتوضيحها لبناء منشأة ثقافية تعنى بالتراث الثقافي الموريتاني لصون وتثمين موقعه التاريخي الذي مهد له الأب المؤسس الإمام المجاهد الأكبر ببكر بن عامر بالمكسم في مدينة وادان على مساحة وطنية صرفة، بلغ إجمالها ب 162,500متر مربع .
المنشأة الثقافية الجديدة كانت بدايات وضع لبنتها الاولى خلال الأسبوع المنصرم وستضم مسجداً ، ومتحفا للتراث والمقاومة ومقرا للهيئة ، ووحدة للطاقة المتجددة ،والتعريف بضريح الإمام ببكر بن عامر ،والقرية التراثية والثقافية، ومخطط احداثيات معماري، والوثائق الإدارية ، ومكتبة ، ومركزا للدراسات والبحوث بشراكة وطنية ودولية وازنة.
المنشأة الثقافيةهذه هي خلاصة لما استقر عليه رأي الخبراء والمختصين والعارفين بأهمية وأبعاد التراث ، بفضل فكرهم الممعن في حيثياته وأدبياته الوطنية، والسياسية ، برئاسة الأستاذ والمفكر الإجتماعي والإعلامي المخضرم السيد محمد الشيخ ولد سيدي محمد .
هنا ترتبط الأسباب بدوافعها لتتجلى في أروع عمل تاريخي حضاري معاصر وتكشف بصورة صارخة عن أثر من آثار التقدم الفكري ، ومظهر من مظاهر إحترام الذات والعقول عبر ماسطره أصحاب البرهان من السلف عن حاضرهم وماضيهم التليد ، ونايسعى إليه خلفهم من صيانة وحماية وتوثيق .
المنشأة الجديدة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلد وهي برهان لم يعد بين النفي والإثبات ،بل أصبح حقيقة وواقع بداية تفتح السبيل وتمهد لماهو قادم فلا قيمة لعمل أيا كان دون دليل ؟؟؟!!!
المنشأة هذه هي عدتنا التي سنخوض بها المعترك دون خلو الوفاض ، وسنستلهم ونستنهض بها ذاكرة وتاريخ أمة كتبت بحروف وازنة وثابتة تراثا قوياً وترجمته عبر صفحات الزمن ومتغيراته بطريقة مباشرة علميا وثقافيا وأدبيا وفكرياً وختمت بمسيرة حافلة بالمجد والعطاء .
المنشأة التراثية المذكورة التي تتمتع بأبعادها القوية السياسية والاجتماعية والثقافية والتاريخية والجغرافية ، ستكون ضربة قاضية وسط السجل والمساجلات المضطربة، الأغلاط والمعلومات المضللة بمقتضى حجج واهية وتعللات ملؤها الحقد والكراهية.
بقلم خديجة إبراهيم
