تگانت بين التمكين والتحديات :- ضرورة التوجيه الفعّال لمستقبلٍ مشرق …/  احمدو  ممون

 

 

● في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع الشباب في موريتانيا يبرز السؤال الأهم !!! هل ستكون المشاريع الوطنية التي تُخصص لتمكين الشباب قادرة على تغيير واقعهم أم أنها ستظل مجرد حبر على ورق ؟؟؟

● إن تدشين {“فضاء الشباب”} في مقاطعة الميناء والذي أشرف عليه معالي وزير تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية ◇<السيد محمد عبدالله لولي>◇ خطوة تهدف بلا شك إلى تقديم الدعم لهذا القطاع الحيوي لكن السعي لتحقيق نتائج ملموسة يتطلب أكثر من مجرد تدشين مشاريع جديدة .. فبينما يتم الإحتفاء بتلك الفضائات كإنجازات كبرى ستظل تساؤلات شباب الداخل والمناطق النائية مثل ولاية تگانت معلقة دون إجابة في وقت يزداد فيه الأمل في هذه المشاريع بينما يشهد الواقع توترات من نوع آخر …

● وفي هذا السياق لا يسعني إلا أن أذكر معالي الوزير {(محمد عبدالله لولي)} الذي إكتفى في تعامله مع شباب ولاية تگانت وخاصة في مدينة تجگجة بالإتصال بحفنة قليلة عبر الإنترنت .. أما أن يخطو خطوة ملموسة بزيارة ميدانية للولاية ليشاهد بعينيه عمق المعاناة والتحديات التي يواجهها شبابها فقد بدا وكأن ذلك ليس أولوية في سلم إهتماماته .. فالأمر لا يتعلق فقط بالإجتماعات الرقمية أو التصريحات الإعلامية بل بالقدرة على العيش بين هؤلاء الشباب أو زيارتهم إن صح التعبير لفهم مشاكلهم على أرض الواقع ولإدراك أن الحلول الحقيقية تبدأ من الإحتكاك المباشر والتفاعل الواقعي معهم …

● إن سياسة تمكين الشباب التي يبشر بها معالي الوزير {(محمد عبدالله لولي)} في ظل هذه الجهود الرمزية قد تبدو متناقضة مع حقيقة أن الشباب في تگانت والذين يمثلون ربع السكان تقريبًا يعانون من غياب الفرص والعمل المستدام .. في وقت تتحدث فيه الحكومة عن مشاريع لتمكين الشباب تبقى الحقيقة أن التمكين لا يكون عبر فضاءات شبابية تقتصر على الحوارات عبر الإنترنت أو اللقاءات الموسمية بل من خلال برامج ملموسة تقدم لهؤلاء الشباب فرصًا حقيقية للنمو تتضمن التكوين المهني والمشاريع الريادية والوظائف المستدامة …

● من الغريب أن الوزير {(محمد عبدالله لولي)} الذي يروج لمبادرات تنموية في مجال الشباب لم يرَ أن زيارته إلى تگانت ضرورية فهذه الولاية التي كانت وما تزال تحتفظ بشبابها الباحث عن فرص الحياة الكريمة قد تكون خطوة لا بد منها .. والحقيقة الأهم التي لا يمكن تجاهلها هي أن ملامسة الواقع على الأرض تبين معالم الطريق وتساعد في إتخاذ قرارات سليمة تستجيب لحاجات الشباب وتحقق تطلعاتهم …

● إننا بحاجة إلى سياسة شاملة تنطلق من الواقع الفعلي وليس من البيانات الجافة والتقارير الرسمية .. فالحلول التي يروج لها البعض قد تكون جميلة على الورق لكن إذا كانت تخلو من التفاعل المباشر مع المعنيين فهي تظل دون قيمة حقيقية .. والحاجة الماسة التي يجب أن يدركها كل من هو في موقع مسؤول هي زيارة ولاية تگانت وولايات الوطن الداخلية ككل .. وأن تستمع هذه الحكومة للشباب في مناطق الداخل هو أولوية لا يمكن تأجيلها ..!!

مقالات ذات صلة