الزراعة بين موسمية الإهتمام وإستدامة التنمية …أين نصيب الداخل ؟؟؟ …بقلم :- المستشار البلدي أحمدو ولد ممون

 

● في ظل الزيارات الميدانية والتغطيات الإعلامية التي ترافق المعارض الرمضانية والتي تأتي بإشراف مباشر من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لا يسعنا إلا أن نطرح تساؤلات جوهرية حول مدى إستفادة ولاياتنا الداخلية وخاصة ولاية تگانت من هذه الجهود التنموية …

● إن الزراعة بإعتبارها أحد أعمدة الإقتصاد الوطني لا يمكن أن تزدهر ببرامج موسمية أو معالجات ظرفية بل تحتاج إلى إستراتيجية شاملة تُوجِّهها رؤية واضحة نحو الحداثة والمكننة .. فبينما تُبذل الجهود لضمان توفر المنتجات الزراعية في المعارض الرمضانية داخل نواكشوط نجد أن الولايات الزراعية مثل تگانت تعاني من قلة الدعم وضعف الوسائل وغياب البنية التحتية الكفيلة بتحقيق تحول حقيقي في القطاع الزراعي …

♧ واقع الزراعة في تگانت :- تحديات مستمرة •••

● تعاني تگانت كغيرها من الولايات الداخلية من نقص حاد في الآليات الزراعية الحديثة وضعف الإستثمارات الحكومية في البنية التحتية الداعمة للقطاع .. فلا يمكن الحديث عن تطوير الزراعة دون توفير السدود المناسبة وتسهيل الولوج إلى القروض الزراعية ودعم التعاونيات الزراعية التي تشكل العمود الفقري للإنتاج المحلي …

● إن هذه المشاكل المزمنة تُبقي الزراعة في تگانت رهينة الأساليب التقليدية ما يُقلل من الإنتاجية ويجعل الفلاح الموريتاني يواجه تحديات لا قبل له بها من ندرة المياه إلى تدهور التربة وإرتفاع تكاليف الإنتاج …

♧ أهمية الزراعة المطرية وزراعة السدود الموسمية •••

● لا يمكن لأي إستراتيجية تنموية تجاهل الدور المحوري الذي تلعبه الزراعة المطرية وزراعة السدود الموسمية في تحقيق الأمن الغذائي .. فهذه الأنماط الزراعية التي يعتمد عليها جزء كبير من سكان تگانت تظل رهينة تقلبات المناخ وغياب وسائل الدعم الحديثة …

● لو تمكن المزارع المحلي من الحصول على الجرارات والآليات الزراعية المناسبة لأصبح بإمكانه توسيع مساحات زراعة الحبوب الأساسية مثل القمح والشعير والذرة وهي محاصيل ضرورية لتقليل الإعتماد على الإستيراد وتعزيز الإكتفاء الذاتي الوطني …

● لكن دون تدخل حكومي جاد في دعم هذه الزراعات ستظل المساحات الزراعية الشاسعة غير مستغلة بالشكل الأمثل وسيفقد المزارعون القدرة على الإستفادة الكاملة من مواسم الأمطار والسدود الموسمية …

♧ نحو زراعة حديثة ومستدامة :- الحلول الممكنة •••

● لا يمكننا تحقيق الإكتفاء الذاتي الزراعي ما لم تكن هناك إرادة سياسية واضحة للنهوض بهذا القطاع خارج العاصمة وذلك من خلال :-

1. إدماج الولايات الداخلية في برامج الدعم الزراعي :- يجب أن تكون خطط الإمداد الزراعي شاملة لكل الولايات وليس فقط موجهة للمعارض الرمضانية في نواكشوط …

2. تمكين الفلاحين من وسائل الإنتاج الحديثة :- عبر توفير الجرارات والمضخات الحديثة بأسعار مدعومة وتشجيع التعاونيات الزراعية على إستخدام تقنيات الري المتطورة …

3. إستثمار السدود الموسمية :- من خلال توفير شبكات ري حديثة تساعد على إستغلال مياه السدود بشكل أكثر كفاءة بدلًا من الإعتماد الكامل على الزراعة المطرية التقليدية …

4. خلق شراكات بين الدولة والقطاع الخاص :- لدعم مشاريع زراعية كبرى تستفيد منها المناطق الزراعية في تگانت وبقية الولايات الداخلية …

5. تحفيز الشباب على الإستثمار في الزراعة :- من خلال تقديم تسهيلات مالية وتدريبية وربطهم بأسواق تصريف المنتجات المحلية …

● إن الحديث عن الأمن الغذائي يجب أن يبدأ من دعم المزارع الصغير قبل تكديس الأسواق الرمضانية بالخضروات المستوردة .. فالتنمية الحقيقية تقاس بمدى إستفادة المواطن البسيط من المشاريع الحكومية لا بعدد الكاميرات التي توثق الجولات الرسمية …

فخامة الرئيس _ معالي الوزير _ إن الولايات الداخلية لا تزال تنتظر نصيبها العادل من التنمية ولا يمكن لأي مشروع زراعي وطني أن ينجح دون أن يكون ريفنا جزءًا من معادلة التنمية المستدامة …

فهل سيكون لمزارعي تگانت نصيبهم من الحداثة الزراعية أم ستظل التنمية حبيسة مراكز القرار في العاصمة ؟؟؟ ….

مقالات ذات صلة