التنمية المشوّهة …تحول المصانع إلى مقابر بطيئة للمواطنين ..!!

 

● في عالم تُصاغ فيه الخطابات الرسمية بلغة التنمية والإستثمار تنكشف الحقيقة في صمت الشوارع المغبرة والبيوت المتهالكة حيث يصبح الهواء أثقل من أن يُستَنشق والماء أقرب إلى السمّ منه إلى الحياة •• في توجنين •• مثلها مثل كثير من الأحياء الشعبية المنسية تتحول المصانع من مشاريع تنموية إلى مصانع موت حيث يُصنع الفقر بحروف بيئية ويُغزل المرض في أنابيب العوادم ودخان المداخن السامة …

● كيف تُبرر الحكومة وجود مصانع تدمر حياة الناس تحت شعار التنمية ؟؟؟ هل أصبحت الصحة العامة مجرد ورقة تائهة في صفقات رجال الأعمال ؟؟؟ هل تحول الإنسان إلى مجرد تكلفة خارجية لا يُحسب لها حساب في ميزانية النمو ؟؟؟

الاقتصاد القاتل :- حين تُباع أرواح الناس مقابل الأرباح •••

● الحقيقة الصادمة أن المصانع التي يُفترض أن تخلق فرص عمل لا تفعل سوى تعميق جراح الفقراء فمن يعملون في مصنع نفايات الحديد لا يكسبون سوى أجر زهيد مقابل إستنشاق المعادن الثقيلة التي تتراكم في دمائهم أما سكان الأحياء المجاورة لمصنع تكرير الزيوت فيدفعون ثمن إستنشاق الغازات السامة بإرتفاع معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية وإلتهابات الجهاز التنفسي …

● في نهاية المطاف يتحول هؤلاء السكان إلى إحصائيات صامتة في تقارير المستشفيات بينما تستمر الجهات الرسمية في إصدار تصريحاتها حول [الرقابة البيئية] و [التنمية المستدامة] ▪︎◇▪︎ لكن مافائدة المصطلحات البراقة إذا كان المواطن العادي لايستطيع شرب ماء نظيف أو إستنشاق هواء نقي ؟؟؟

الفساد البيئي :- الصفقات المظلمة على حساب الشعب •••

● وراء الستار في مكاتب مكيفة بعيدًا عن سموم المصانع تُدار الصفقات حيث تتداخل المصالح ويُغض الطرف عن المعايير البيئية مقابل عمولات تحت الطاولة أو وعود [بـالإستثمار المستقبلي] ▪︎◇▪︎ والمثير للسخرية أن نفس الجهات التي تمنح التراخيص لهذه المصانع هي التي تتحدث عن حماية البيئة والصحة العامة وكأنها تسعى إلى إقناعنا بأن التلوث مجرد تفصيل جانبي في معادلة الإقتصاد !!!

إلى متى يستمر هذا العبث ؟؟؟

● في النهاية ليست المصانع بحد ذاتها هي المشكلة بل الطريقة التي تُدار بها فعندما يصبح المواطن آخر إهتمامات صُنّاع القرار وعندما تتحول القوانين البيئية إلى مجرد نصوص بلا تنفيذ فإننا نواجه كارثة لا تختلف عن حرب صامتة تُشن على الفقراء دون إعلان رسمي …

● يبقى السؤال !!! هل ستستمر هذه السياسات القاتلة حتى نصل إلى نقطة اللآعودة ؟؟؟ أم أن صوت المواطنين سيعلو فوق صوت المصالح الخاصة ؟؟؟ في يد الشعب وحده يكمن الجواب …

🖊بقلم المستشار البلدي أحمدو ولد ممون
تجگجة 🇲🇷 15\03\2024

مقالات ذات صلة