جهابذة تبهرنا أقلامهم…/ بقلم : خديجة بنت ابراهيم

في كل مرة تبهرنا أقلام هؤلاء الجهابذة الإعلاميون المخضرمون في مجالهم ، والذين جبلت نفوسهم على التحرر من قيود المجاملة والمحاباة في سبيل الحق وطريقه .

هؤلاء سلكوا درب الموازنة بين متطلبات المهنة وانشغالاتها وتحدياتها المختلفة ، ومواكبة كل التطورات السياسية الاجتماعية للبلد دون استثناء ، بجدية ووعي ، ثابتين ، لتقريب الحقائق وتجسيمها بشكل جلي وواضح ، لتصل إلى الجميع ويستخلص منها أولوا الألباب العبرة والموعظة الحسنة ، ويتخذوا بفضلها سبيلاً مرشداً في فهم واستشراف ماتتطلبه المرحلة الحالية من تضحية قوية ، وتفاني في العمل لضمان وتفادي الأخطار الخارجية والداخلية المحدقة بالبلد .

في مقاله الذي خرج بعنوان بارز وقوي “حديث القصر: فكر الإجماع على التغيير”
تطرق مدير قناة موريتانيا المستقلة (قمم) السيد محمد الشيخ ولد سيدي محمد إلى العديد من المحاور المهمة وتناولها بدراسة مركزة وعميقة لم يألوا جهدا في شرحها وتفصيلها والتعليق عليها بشكل واضح وجلي.

يبرز المقال رؤية صاحبه في إجمال الأسباب والدوافع التي اعتمدها البعض في انتهاز الوضع والظرفية لإشباع رغباتهم واطماعهم الخاصة دون التمعن والنظر إلى ماهو اكثر أهمية ومايتطلبه الوضع من تلبية واستجابة لنداء رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يدعو فيه جميع الأحزاب السياسية إلى المشاركة في حوار وطني شامل للخروج برؤية جديدة وموحدة يكون لها التأثير والإسهام الحقيقي في بناء البلد وترميمه وتنقيته من مخلفات الزمن واكراهاته المختلفة بشكل لائق وصحيح .

المقال الذي يشيد بحكامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني المعهودة وتعاطيه بحكمة مع المتغيرات والمستجدات الخطيرة ، طبعته عبارات صاحبها القوية والجريئة تميزت بنعوت لامبتدعة ، ولاءات لا مصطنعة، وتاءات وضعها بين عدة أقواس توضح صحيح مايجري في عقول البعض و منحوله وزائفه ، متغلغلا في حجب المستتر ليخرج ما يتسنى للقارئ والسامع والمتتبع معرفته ليكون كل شيء واضحاً لاضبابية فيه و لا الغبار .

المقال بعيد الأغوار في موضوعيته التي جاءت في زمانها ومكانها المناسبين ، استشعر صاحبه الحاجة الضاغطة لإعادة النظر في مسألة الإجماع الوطني حول متطلبات المرحلة الراهنة، وتوحي بمفهومها إلى توحيد الكلمة وترسيخ مبدأ الصدق والوضوح على أساس التطورات الجديدة التي تمخض عنها مايجري على حدودنا ، فالأخيرة كانت كافية لفهم ضرورية الأولى ، ليتسع المقال إلى مفاهيم أخرى كان لابد لصاحبها من ذكرها وتفصيلها حتى لا تختلط الروايات بالمقصود .

المقال حمل الكثير حين يسترسل صاحبه بعبارة موريتانيا “جمل أنف” لايقودها رأسان ولا يتحدث بإسمها لسانان …….، لاتبنى إلا باجيالها الثلاثة ( جيل التأسيس وجيل التجارب،وجيل المستقبل) هؤلاء فقط ما غير ذالك فهو هراء وهذاء.

المقال أيضاً يتمتع بقوة فكرية رائعة ، يمكن إتخاذ كل فكرة موضوع لمقال آخر بفضل تمكن صاحبه الذي استطاع أن يربط جميع المحاور ببعضها في جو نفسي واحد.

الكاتب في مقاله أعطى صورة صادقة تجلت بوضوح في سردية الحقائق والوقائع ووصفها بروح المصلح الثائر الذي يدعوا الى تجديد روح التعاون والتنسيق بين أبناء الشعب الواحد ، واعتماد مبادئ الوطنية والإخلاص لهذا الوطن.

المقال رغم معطياته السياسية ووضوح أهداف محاوره ، تطبعه أيضاً الثقافة الفكرية لصاحبه الممتزجة بإتقانه للبلاغة وصورها الرائعة ، وهذا ما كان له تأثير في المعنى والمقصود معا ، مكتسيا من الإبداع أثوابا مناسبة مكانا وزمانا زادته قيمة ورونقا وجمالا يحسد عليه .

خديجة إبراهيم

مقالات ذات صلة