بدء أعمال الاجتماع الوزاري المحضر لمؤتمر التعليم القاري في إفريقيا نواكشوط

نواكشوط 9 ديسمبر 2024

بدأت اليوم الاثنين بقصر المؤتمرات في نواكشوط أعمال الاجتماع الوزاري المحضر لمؤتمر التعليم القاري المنظم تحت شعار : “إفريقيا متعلمة مؤهلة للقرن الحادي والعشرين: إقامة أنظمة تعليمية قوية لزيادة الجودة والملاءمة والولوج إلى التعلم الشامل مدى الحياة في إفريقيا”.

ويهدف المؤتمر، المنظم بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي وصندوق الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، إلى تقويم الحالة الراهنة لتنفيذ وتقديم الإنجازات المتحصل عليها من طرف الدول الأعضاء في الاتحاد، وتحديد فرص التعاون والشراكات بين الفاعلين في القارة والشركاء في هذا المجال من أجل سد الثغرات، وتقديم مناصرة على مستوى النماذج الناجحة والحلول المبتكرة المستديمة للوصول إلى تعليم نوعي.

ويشارك في هذا اللقاء المحضر لمؤتمر التعليم القاري، المقرر انعقاده يوم غد الثلاثاء بالمركز الدولي للمؤتمرات “المرابطون” في نواكشوط 30 مشاركا ما بين وزراء ونواب وزراء من بعض الدول الإفريقية، وأمناء عامين ممثلين دائمين ل26 دولة إفريقية، إضافة لمائة متدخل من جميع بقاع العالم.

ويسعى مؤتمر التعليم القاري إلى تحديث شامل لحالة تنفيذ الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي للقرارات والالتزامات التي اتخذت في السنوات الأخيرة لتحول التعليم في أفريقيا، والاتفاق على خطة عمل مع أدوات الرصد والتقييم في السنوات العشر القادمة.

كما يهدف إلى تسريع الإجراءات في المجالات الرئيسية التي تتطلب مزيدًا من التقدم، فضلا عن زيادة عضوية ومشاركة شركاء التنمية في مجموعات مفوضية الاتحاد الأفريقي ذات الصلة.

وأوضحت معالي وزيرة التربية و إصلاح النظام التعليمي، السيدة، هدى باباه، أن شعار المؤتمر يتفق مع رؤية فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، رئيس الاتحاد الافريقي، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للتعليم، الرامية إلى جعل التعليم مفتاحا للتنمية المستدامة والرخاء وجسرا تعبر منه افريقيا نحو آفاق أرحب، هدفها التقدم والعيش بكرامة.

وأضافت أن اختيار الاتحاد الإفريقي للتعليم كمجال استراتيجي لمستقبل القارة يدل على وعي تام بجسامة التحديات الحالية ورغبة صادقة في الاستجابة لتطلعات سكان القارة؛ مما يتطلب توحيد الجهود وشحذ الهمم وتفعيل المشتركات لإقامة أنظمة تربوية قادرة على توفير تعليم جيد شامل ومنصف وملائم لعالمنا الحافل بالتغير والتطور التكنولوجي.

وبينت معالي الوزيرة أن هذا المؤتمر سيشكل فرصة نادرة لتعميق النقاش والتفكير في متطلبات إقامة النظم التربوية الفعالة من خلال تقييم موضوعي لواقع الانظمة وتبادل التجارب الناجحة وتصور سبل توفير تمويل مستدام للتعليم وإصلاح المناهج التعليمية وتمهين المدرسين والاستغلال الأمثل للموارد البشرية والمادية والتقييم الفعال لنتائج التعلم واستغلال التقنيات الرقمية في مجال التعليم، وتحقيق المساواة، وتنمية مهارات القرن الحادي والعشرين والتعليم المهني والتقني، وترقية تدريس العلوم والتكنولوجيا وحوكمة الانظمة التربوية حتى تؤمن مستقبلنا التربوي والعلمي ونضمن لكل إفريقي- مهما كانت فئته العمرية- حقه في التعلم مدى الحياة.

وأشارت معالي الوزيرة إلى أن رؤية فخامة رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الإفريقي لا تقتصر على أن تكون الانظمة التربوية قادرة على توفير التعليم كحق أساسي فحسب، بل يريد لهذه الأنظمة أن تضطلع بمهمتها في تشكيل القيم والمهارات والقدرات التي تمكن أجيالنا من اكتساب صفة المواطنة العالمية والمشاركة الفعالة في الحياة العامة، وأن يلائم التعليم ما تزخر به القارة من مقدرات طبيعية، وأن يحافظ على الهوية وأن يؤهل ناشئتنا لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين وأمواج عولمته ومستجداته وأزماته من خلال زيادة قدراتهم على الابتكار والتكيف. وهو ما لن يتحقق إلا بتعزيز القدرات البشرية والمؤسسية وتصور سياسات تعليمية قادرة على الاستجابة لخصوصيات كل بلد من أجل بلوغ أهداف الألفية وفق الرؤية المشتركة للتنمية البشرية المستدامة والشاملة.

وقالت إن هذا المؤتمر هو منطلق اتخاذ قرارات حاسمة للرفع من جودة وفاعلية الانظمة التربوية، مشيرة إلى أنه مؤتمر لعناق الأفكار وتبادل الخبرات وتقديم المستجدات العملية التي من شأنها أن تساهم في تسريع وتيرة تطور العلم والبحث في قارتنا الحبيبة.

ودعت الجميع للعمل على إثراء النقاش وتبادل الأفكار الإبداعية لوضع خطط عمل طموحة ومستدامة حتى يتوفر تعليم وتأهيل أفريقي يستجيب لتطلعات والطموحات والتنوع ويراعي مقتضيات وسياقات القرن الحادي والعشرين مع احترام التنوع، من أجل مستقبل إفريقي أكثر عدلاً وازدهارا.

أما نائب وزير التعليم بجمهورية مالاوي، السيدة ناسي شولا فقد عبرت عن امتنانها للدولة والشعب الموريتانيين على كرم الضيافة ، مؤكدة أن هذا اللقاء يعطي فرصة للتحدث عن أحد أهم المواضيع التي تهم الشعب المالاوي.

وأبرزت أن هذا الملتقى يعكس الوعي الجماعي حول أهمية التعليم ودوره الهام في تحديد مستقبل القارة الإفريقية، مشيرة إلى أن القارة الإفريقية تزخر بالعديد من الموارد البشرية والطبيعية، والتي لا يمكن لها أن تحقق أي استفادة منها دون تعليم.

وبدوره شكر المدير الإقليمي لليونسف في غرب ووسط إفريقيا، السيد جي فاميل، موريتانيا على حسن الضيافة، مشيدا بقيادة موريتانيا للاتحاد الإفريقي، والتي بفضلها نجحت إفريقيا في إحراز تقدم في مخططات جدول الملتقى التاريخي، مؤكدا أهمية هذه المبادرة التي ستساعد في تحسين وتطوير حياة الأطفال، كما أنها لن تترك أحدا على قارعة الطريق.

من جانبه ثمن مفوض العلوم والتكنولوجيا والابتكار في لجنة الاتحاد الإفريقي، السيد محمد بن الحسيني، سعي موريتانيا الدؤوب لتطوير الأهداف المرسومة للتعليم في إفريقيا، شاكرا الرئيس الدوري للاتحاد الافريقي، رئيس الجمهورية الاسلامية الموريتانية على رعايته لهذه المبادرة القيمة.

ونبه إلى أن هذا الملتقى كان تتويجاً للإعلان سنة 2024 سنة للتعليم في إفريقيا، مبرزا أن التعليم حق لكل طفل فضلا عن كونه أداة للتنمية ولتحقيق التنمية والسلام والتطور والازدهار، حيث يمكن أبناء الطبقات الهشة من إبراز إمكاناتهم ومساهمتهم الفعالة في تنمية القارة.

من جهتها قدمت رئيسة قسم التعليم في مفوضية الاتحاد الأفريقي، السيدة صوفيا آشيما، عرضا أوضحت فيه أهمية الاستفادة من التعليم، وضرورة محاربة التسرب المدرسي، إضافة إلى واقع المدرسة وبيئة التعليم، وأهمية تطوير المهارات والتوظيف ومحو الأمية.

كما قدمت السيدة كيا بريتو، المديرة العامة للتعليم في “اليونيسف”، عرضا أبرزت خلاله أنه سيتم خلال الأيام القادمة استكشاف والتعمق في التطور الحاصل في التعليم ومهارات تعليم الأطفال والشباب في إفريقيا.

ونشير إلى أنه تم خلال المتلقي عرض فيلم وثائقي يبرز تطلع أطفال القارة الأفريقية للتعليم في المستقل.

كما أدت الوفود المشاركة في هذا اللقاء التحضيري للمؤتمر القاري حول التعليم في إفريقيا زيارة للمعرض المقام من طرف عدة قطاعات حكومية مشاركة في المؤتمر.

وتلقت هذه الوفود شروحا حول مراحل التعليم في موريتانيا بشقيه النظامي والمحظري والتشغيل والصناعة التقليدية.

حضر افتتاح المتلقي صاحبي المعالي، وزيرا تمكين الشباب والتشغيل والرياضة والخدمة المدنية، السيد محمد عبد الله ولد لولي، والتكوين المهني والصناعة التقليدية والحرف، السيد محمد ماء العينين ولد أييه، والوالي المساعد بنواكشوط الغربية، وعمدة بلدية تفرغ زينة، وممثلين عن القطاعات الحكومة المعنية بالتعليم في موريتانيا، والمنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المجال.

مقالات ذات صلة