وتر حساس …معتقل الشعارات / الولي سيدهيبه
وأنا أتابع عبر القنوات الإقليمية والعالمية أفلاما وثائقية ساخنة عن إنجاز متواصل لمشاريع وطنية عملاقة وبنى تحتية هائلة في كل الدول المجاورة من دون شعارات تنشر أو تزمير وصخب ملازم ولا ربط وإلصاق هذه المنجزات بأشخاص عابرين وإن أشرفوا مرحليا على دورة المسار، تَحضرني بشدة حمم الأهازيج والغنائيات والأشعار والنثريات و الملحميات التي تصحب – في هذه البلاد المبتلاة بالفساد والعنتريات اللفظية من زمن “السيبة” العصية – كل عمل ناقص يقام به بعد جهد غرضي غير مدروس لتضفى عليه، وبلا خجل من بعد، الأسماء اللامعة من قبيل المنجزات الكبرى والمكتسبات العظيمة التي لا يحصل التردد لحظة الإعلانُ عن جبها لما قبلها.
ففي غياب الطرق المتسعة ذات الربط المشتبك وسكك الحديد ذات المردود التنموي الكبير، والأنفاق والطرق السريعة، والمصانع التحويلية لبعض مقدرات البلد الخام المتنوعة، والمؤسسات التعليمية الفنية المرموقة، ومصانع معالجة الأسماك عوضا عن تصديرها، والمنتجات الزراعية بدل تأجير أراضيها؛ في غياب كل هذا و فيره مما يقوض غيابه المطلق حراك البلد تصك الآذان شعارات كبيرة تحاول بزيفها أن تغطي بزيفها على وضعية التخلف الاستثنائية التي يعيشها بلد له نهلا و بحر و يدعي أهله الألمعية و السبق في كل فنون المعرفة و الأدب. فهل يستقيم الأمر؟