تنظيم ندوة في علم الاجتماع حول خطورة خطابات الشرائحية والقبلية على السلم الاهلي
الخميس 4 اغسطس 2022 ( الهدهد . م.ص)

احتضنت قاعة الاجتماعات بجهة نواكشوط ندوة نظمتها الطمعية الموريتانية لعلم الاجتماع تحت عنوان : نظمت الجمعية الموريتانية لعلم الاجتماع بقاعة الندوة تحت عنوان : “تنامي الخطابات الشرائحية والقبلية بالمجتمع الموريتاني، وتداعياتها على السلم الأهلي والوئام الاجتماعي..أي تفسير سوسيولوجي؟”
وأنعش فعاليات الندوة لفيف من أساتذة علم الاجتماع، وحضرها جمهور متنوع من الأساتذة الجامعيين، والناشطين بالمجتمع المدني، والفاعلين السياسيين، والشباب.
ووقد افتتح الندوة رئيس الجمعية الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد (أستاذ علم الاجتماع وعميد الدراسات العليا بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون) بخطاب اكد فيه أن المجتمع الموريتاني يمر بمنعطف مفصلي يتميز بتحول اجتماعي عميق، ومخاض اجتماعي عسير لايخلو من مخاطر ولايسلم من تحديات مما يتطلب الركون للأطر العلمية والمعرفية والبحثية الكفيلة بتقديم الفهم الصحيح والتفسير الدقيق، الموضوعي والأمين، الضروري لبلورة المقاربات ورسم السياسات، سبيلا لاحتواء الآثار والتداعيات.
وأضاف أن الجميع مطالب بالعض بالنواجذ على ثوابت المجتمع وهويته الجامعة ، وخصوصيته الحاضنة ، والتشبث بوحدته الوطنية في إطار المواطنة، والابتعاد الكلي عن كل ما من شأنه أن يهدد أمنه وأمانه ، واستقراره وتماسكه ، ووئامه وسلمه وسلامه وتنوعه الثقافي.
وأوضح أن جو الهدوء ، ومناخ الوئام والتفاعل البناء ،وتصدر الشأن الاجتماعي للشأن العام، السائد في الفترة الماضية من المامورية ، ينبغي أن يشكل حافزا قويا ، ودافعا متينا للنخبة ، بمختلف أنماطها ، وأطيافها ، وتوجهاتها ، واتجَاهاتها ، لتجاوز الحساسيات ، والابتعاد الكلي عن التقوقع حول الذات ، والتخندق تحت العباءات الاجتماعية الأولية البالية ، قبلية كانت أو شرائحية أو ، والعمل على بناء نموذج جديد ومختلف قادر على صهر جهود الجميع في سبيل الانتقال بالمجتمع والدولة من حال إلى حال افضل.
وختم رئيس الجنعية بالقول بأنه يأمل أن تكون هذه التظاهرة العلمية الميمونة، بحول الله وقوته، بداية لمشوار مبارك من العطاء العلمي، والبحثي ، والفكري والمعرفي الذي ينبري ، بكل جدارة وأمانة واقتدار ، لدراسة مختلف الظواهر الاجتماعية ، وكل مظاهر التحولات المجتمعية التي يعيشها المجتمع في هذه الآونة.
وأعلنت الجمعية أنها ولبلوغ ذلك المبتغى تمد يد التعاون والشراكة مع مختلف الجهات والهيئات والقطاعات ذات الاهتمام المشترك ، مستحضرة خصوصية هذا الحقل العلمي والمعرفي الفذ ، الذي وصفه عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته المشهورة قائلا : “واعلم أن الكلام في هذا الغرض مستحدث الصنعة ، غريب النزعة ، غزير الفائدة “.
وتوزعت أعمال الندوة إلى أربعة محاور:
– المحور الأول: الإطار المفاهيمي والسياق الاجتماعي والسياسي.
– المحور الثاني: بناء الخطاب القبلي بالمجتمع الموريتاني: الخلفية، السمات، الدوافع والتداعيات.
– المحور الثالث :ملامح الخطاب الشرائحي بموريتانيا: الجذور، الخصائص، الدوافع والتداعيات.
– المحور الرابع : نحو مقاربات سوسيولوجية لاحتواء الخطابات القبلية والشرائحية بموريتانيا والحد من آثارها وتداعيات المجتمعية.
ووفقا لهذه المحاور قدمت خمس عروض علمية:
ـ العصبية القبلية في موريتانيا : تجلياتها ، آثارها وطرق علاجها : عرض يقدمه الدكتور محمد الأمين محمد موسى رئيس قسم الفلسفة وعلم الاجتماع بجامعة انواكشوط العصرية.
ـ الخطاب الشرائحي: الجذور،الواقع والتداعيات : عرض يقدمه الدكتور محمود لله بيرامه السالك ، دكتوراه في علم الاجتماع السياسي من جامعة محمد الخامس بالرباط.
ـ الخطاب الشرائحي في موريتانيا : أسبابه وفرص علاجه : عرض يقدمه الدكتور عبد الوهاب ولد محفوظ أستاذ علم الاجتماع بجامعة انواكشوط العصرية.
ـ الخطاب الشرائحي لدى حراطين موريتانيا : صراع هويات أم صراع على الموارد ؟ عرض يقدمه الدكتور محمد يحي حسني.
ـ المقاربات السوسيولوجية لاحتواء الخطابات الشرائحية والقبلية في موريتانيا : التحديات والآفاق : عرض يقدمه الدكتور سيد محمد ولد المصطفى ولد الجيد أستاذ علم الاجتماع وعميد الدراسات العليا بجامعة العلوم الإسلامية بلعيون.
وأشفعت العروض العلمية المقدمة في إطار الجلسة العلمية لهذه الندوة، التي أدارها الدكتور حامد امين، بنقاش ثري ومطول، تناول مختلف القضايا والإشكالات ذات الصلة بهذا الموضوع،وعبر من خلالها أغلب المتدخلين عن رغبتهم في تكثيف الجمعية الموريتانية لعلم الاجتماع لأنشطتها العلمية، لتلامس مختلف الظواهر والقضايا الاجتماعية الراهنة بالمجتمع.
واختتمت الفعاليات بكلمة لرئيس الجمعية الدكتور سيدي محمد ولد المصطفى ولد الجيد تطرق فيها لجوانب من خطة عمل الجمعية للسنة الجارية، والتي تتضمن أنشطة علمية وثقافية مهمة، من ضمنها تنظيم المؤتمر السنوي الأول، الذي سيتخذ طابعا دوليا تشارك في فعالياته جمعيات علم الاجتماع النظيرة على المستوى الإقليمي والدولي.



