السياسة توقف حركة المسافرين ذهابا وايابا على طريق الامل

2 أغسطس, 2022 – 

امتد طابور السيارات وأغلبها شاحنات لعدة كيلومترات في الاتجاهينامتد طابور السيارات وأغلبها شاحنات لعدة كيلومترات في الاتجاهين

 – أوقفت السيول في منطقة “السياسة” في مثلث الحدود بين ولايات تكانت والعصابة والبراكنة حركة الشاحنات بشكل كلي، وحدت بشكل كبير من حركة بقية السيارات، وذلك لليوم الثالث على التوالي.

وامتدت طوابير سيارات عدة كيلومترات في كلا اتجاهي الممر المائي الذي يقع في المدخل الشرقي للقرية الصغيرة الواقعة على طريق الأمل.

ورصد فريق وكالة الأخبار امتداد طابور الشاحنات والسيارات الصغيرة في الجانب الغربي على أكثر من 3 كلم، أغلبها لشاحنات محملة بأنواع البضائع، وكانت في طريقها للمدن الشرقية، فيما كانت بعض مقاطع الطابور من ثلاثة خطوط للسيارات.

ووجد آلاف المسافرين أنفسهم عالقين في انتظار تراجع منسوب المياه، فيما اشتكى عدد منهم من غياب أي جهد رسمي لإعادة فتح الطريق سواء عبر استخدام جسر بديل، أو شفط المياه، أو مجرد تنظيم الطوابير بشكل سليم.

انتظار طويل

وتحدث عدد من المسافرين لفريق الأخبار عن انتظار طويل امتد بالنسبة لبعضهم ليومين وربما أكثر، وذلك لعبور الممر المائي الذي لا يتجاوز 200 إلى 300 متر على الأكثر لكن منسوب المياه ارتفع فيه بشكل أضحى يشكل خطرا على الأنفس، وحتى على السيارات.

واضطر عدد من المسنين، والمرضى، وكذا الأطفال للجوء للمنازل القريبة من الطريق، أو لاستخدام خيم صغيرة للاحتماء من حر الشمس اللافح.

وقال أحد المسنين في حديث لفريق الأخبار إنه يأمل أن تتدخل الحكومة لإنهاء مأساته، ومأساة كل المسارفين فهو يعاني من عدة أمراض، وكان في طريق العودة من رحلة علاجية في نواكشوط، وعندما وصل قرية السياسة وجد نفسه عالقا لفترة لا يدري متى تنتهي.

وأكد المسن أنه يعاني من آلام في عينيه، ومن ارتفاع الضغط، ولا يتحمل حرارة الشمس، ولذا لجأ إلى خباء قريب، فيما طالب مسافرون آخرون الأهالي الذي لم يغادروا العاصمة نواكشوط إلى الآن بالبقاء فيه لحين انجلاء الأزمة، وإعادة فتح الطريق.

فرصة ثمينة

عدد من سكان قرية السياسة والقرى المجاورة وجدوا في الأمر فرصة لا تعوض، حيث أضحت سواعدهم الوسيلة الوحيدة لعبور السيارات من الممر المائي، عبر دفعها بعد أن يتم وقف محركها، وإغلاق المنافذ البارزة فيها حتى لا تتسلل لها المياه.

وارتفعت أسعار إخراج السيارة الواحدة مع تزايد أعداد السيارات وتمدد الوقت إلى 4000 أوقية وأحيانا 6000 أوقية قديمة للسيارة الواحدة.

وقال أحد العمال من سكان قرية السياسة لفريق الأخبار إنهم لا شك استفادوا من الأزمة الحالية حيث ضمنت لهم عائدات مالية معتبرة، لكنهم في الحقيقة يتمنون نهايتها لما يرون لها من تأثير على المواطنين، كما أن مياه السيول تهدد مساكنهم ومساكن أقاربهم في القرية، وقد تنهار في حال استمر ارتفاع منسوب المياه.

وتمنى العامل أن تتدخل الحكومة بشكل عاجل، وأن تصلح الممر المائي بطريقة تضمن عدم تكرر الأزمة، وأن تقدم مساعدات مادية معتبرة للساكنة، فهم – وفق تعبيره – في أمس الحاجة إليها.

ولا يبدو ممر “السياسة” هو العائق الوحيد في طريق المسافرين نحو الشرق الموريتاني هذه الأيام، فقبل الوصول إلى “السياسة” يأتي ممر قرية “اتويجكجيت”، لكنه أسهل من ممر السياسة، وبعده عدة ممرات مائية يقول السائقون إنها تكاد تغلق الطريق، وقد تغلقها فعليا في حال استقبلت المنطقة أي أمطار جديدة.

سوق رائجة

وعلى هامش الأزمة، وجد آخرون فرصتهم، فازدهرت تجارة الشاي، وكذا الأشربة والأطعمة في تزايد الطلب عليها من آلاف المسافرين المنتظرين، وانتشرت على جنبات الطريق الخيم التي تبيع الشراب الجاهز، والشاي، ومختلف انواع الأطعمة.

فيما يتبادل المنتظرون القصص والنكات انتظارا لانفراج الأزمة، وأكثرها تداولا استخدامهم لاسم القرية، للقول إن الأغنياء والنافذين يعبرون “السياسة” بشكل دائم على سواعد الفقراء وبجهودهم، سواء كان ذلك بشكل مجاني، أو بتعويض زهيد.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة