رسالة الهدهد…/ تعالوا إلى كلمة سواء.. / الشريف بونا
نواكشوط 10 مايو 2021 ( الهدهد م.ص)..
تابعت البارحة تسجيلا صوتيا لمواطن موريتاني متشبع بروح الوطنية والإخلاص لهذا الوطن الذي بحاجة في هذا الظرف الحرج إلى نخبة من أمثاله تجاهر بصوتها وفكرها لتجاوزي الطرح الذي يهدف إلى إثارة النعرات وشحن النفوس بحمية الجاهلية…
فبعد تسجيلات صوتية من بعض الأشخاص الذين تحاملوا على النظام في إطار قبلي داعين باعلى أصواتهم الى الخروج على الدولة ومواجهتها من خلال اتهام رموزها بما فيهم القائمين على السلطتين التنفيذية والتشريعية باستخدام الرشوة وتصفية الحسابات ضد الرئيس السابق..
لقد ضرب هذا المواطن أمثلة حية على المراحل التي مرت بها الأنظمة السابقة من عهد اول رئيس مؤسس لدولة موريتانيا المدنية في أواخر خمسينيات القرن الماضي الى آخر رئيس منتخب اطيح بنظامه في انقلاب عسكري 2008.
بين المواطن في تسجيله كيف واجهت القبائل الموريتانية الانقلابات المتكررة على أبنائها الذين تولوا قيادة البلد ،
فعند ما أطاح الجيش الموريتاني1978 بالمختار ولد داداه وسجنه في ولاته ومرض في سجنها طالبت جهات خارجية بالسماح له بمغادرة البلد لتلقي العلاج وبقى في المنفى ولم يتدخل في سياسة البلد ،وقبيلته انسجمت مع الحكم ، وحتى سكان الإمارة الكبيرة الذي هو جزء منها اعتبروا القضية تتعلق بالدولة وقوانينها ونظمها.
وبعده تعرض المصطفى ولد محمد السالك ثاني رئيس يحكم البلد الى السجن حيث اتهمه نظام ولد هيدالة بالتخطيط مع مولاي ولد خريص وطرف مدني للإطاحة بحكمه فلم تتحرك قبائلهم للحمية لهم معتبرين الدولة هي صاحبة الكلمة السواء في ذلك الموضوع .
. وتحطمت طائرة رئس الوزراء ادالسابق احمد ولد بوسيف في ظروف غامضة وبين التحقيق الذي قاده عبد القادر “كدير” أن هناك أمور لم تكن طبيعية وراء الحادثة لكن لم تتحرك قبيلة ادوعيش وهي من القبائل ذات الشوكة في تاريخ موريتانيا قبل دخول المحتل وحتى بعده..
وعندما أطاح الجيش بقيادة معاوية ولد سيدي أحمد الطلائع بنظام محمد خونا ولد هيدالة وسجنه في كيهيدي اعتبرت قبائل الساحل المعروفة بحميتها ولحمتها في ماضي هذه الأرض وصولاتها وجولاتها لم تتحرك ولم تتظاهر ضد النظام لأنها تؤمن بأن الحكومة هي السياج الحامي لها وللبلد المنافحة عن أمنه واستقراره.
جاء بعده إلى السلطة نظام عسكري بقيادة معاوية وأمضى أكثر من عشرين سنة وعندما أطاحت به لجنة عسكرية بقيادة المرحوم اعل ولد محمد فال وهو خارج البلد ، ومنع من العودة إلى وطنه ليعيش الى حد كتابة هذه السطور في المنفى بقطر ، لم تتحرك قبيلة اسماسيد ولا القبائل الموالية لها في آدرار لنصرته.
وبعد الأتخابات المشرفة للبلد التي نظمها اعل ولد محمد فال بشفافية وعلى اثرها فاز سيدي ولد الشيخ عبد الله الذي أطاح بنظامه المنتخب الرئيس السابق، فتعرض اعل لماتعرض له من إهانة إلى أن توفي هو الآخر في ظروف يكتنفها الغموض فلم تتحرك قبيلته التي يحاول البعض اليوم الاصطياد باسمها في المياه العكرة للتشويش على النظام …وانى له ذلك …!
فاليعلم القاصي قبل الداني أن عهد القبيلة وحميتها ولى والى الأبد، وان في موريتانيا نظاما انتخبه الشعب بأصواته في صناديق الاقتراع ، ولم ولن يقبل صوتا يعلو فوق صوت الدستور والقوانين التي هي الخيط الناظم لإستمرارية الدولة بمفهومها الأوسع والأشمل للجميع…!!.