خاطرة : خلاف عميق سببه “بعرة” …
فى نهاية الستينيات من القرن الماضي وقّعَ السيد عبدالله ولد الشيخ ولد أحمدمحمود رحمه الله يوم كان وزيرا للنقل قرارا يقضي بمنع حمل الحيوانات فى السيارات الشخصية وكذلك جمعها مع الإنسان فى سيارات النقل فى آن واحد وهو قرار لا يزال ساريا رغم مظاهر خلافه !! وكان أحد رجال بتلميت الاكابر شديد الالتزام بالنظام والقانون فطلب منه صديق له أن يعيره سيارته ليذهب الى اهله فى الداخل عطلةَ الأسبوع فاستجاب ولكن بشرط أن لا يحمل فيها دابة أيا كانت فقبل الشرط وذهب ، ولكن قدّر الله أنه عاد الى العاصمة وهو يحمل رؤوسا من الغنم ولكنه أمر من ينظّف السيارة جيّدا ويجتهد فى ذلك حتى لا يبقى أثرٌ لما حصل !! وعند تسليم السيارة وهم وقوف بجانبها رأي صاحبُها فيها (بعرة ) ،، فاستشاط غضبا واخذ يعّنف صاحبه ألم أقُل لك أن لا تحمل الغنم فى السيارة ؟؟! ويلومه على نقض العهد وعدم الالتزام بالشرط واطال اللّوم فغضب الآخرُ أيضا ورمى المفتاح بعيدا وذهب !! وقدّر الله ان انقضت فترة ولم يكلم بعضهم بعضا واصبح خلافا معلوما ولاحظه الجميع وكانوا قبله على غاية الصداقة والمودة وهم من اكابر البلد وسادته وأعلامه !! وفى أحد الأيام فى دعوة نظّمها السيد سليمان ولد الشيخ سيديا للأمير احبيب ولد احمد سالم رحم الله الجميع وكان السيدان المذكوران حاضران
فانتهز أحد دعاة الخير والصلح من اصدقائهم الفرصة وطلب من الشيخ سليمان والامير احبيب ان يصلحوا بين الاصدقاء وكانوا اصدقاء لهم ايضا فسأل الشيخ سليمان احد الرجلين قائلا : (افلان انت ذا ال بينك امع افلان ذا شنه ؟ لخبار شنهي ؟) فأجابه الرجل وكان ظريفا غير ثرثار قائلا (بينّا بعْره) !!! فضحك المجلس وروي لهم القصة ،، ولن أطيل عليكم بالسرد …
المهم عندي أنه عند النظر الى اغلب الخلافات إن لم تكن كلها فمرجعها إلى (بعره ) وربما أتفه وأقل ولا شيء أكثر نفعا ولا شرفا من المبادرة الى حل الخلافات البينية وخاصة بين ذوي الارحام واهل المودة والزمالة والجيرة ! وشهر رمضان قد أظلنا زمانه وهو افضل مناسبة لذلك فالنفوس مقبلة الى الخير مريدة له مهيأة لتقبُّله فلا تفوتوا الفرصة !!هذه البعرةكانت ولاتزال
تفتك بالأسرة و بالبلدكله
بل وبالأمة الإسلامية جمعا