ومضة …/ تيفيريت بين” أدي والدخان”../ الشريف بونا
تيفيريت 28 ديسمبر 2020 ( الهدهد .م .ص)
سكان حاضرة” تيفيريت ” قدرهم منذ سنوات مواصلة النضال ضد كارثة مكب النفايات التي تحملها سيارات جهة نواكشوط لتفرغ على مرمى حجر من قريتهم التي كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان.. فاجتاحتها النفايات..
لقد اصبحت القرية محجة لملايين الاطنان من النفايات وما تحمله من مخاطر على سلامة بئة المنطقة ، مع ما لذاك من انعكاسات سلبية على صحة المواطنين خاصة العجزة واصحاب الامراض المزمنة .
واذا كانت قضية مكب النفايات في” تيفيريت” مثار جدل وصخب منذ فترة بين سكان القرية الرافضين الاستسلام لما تحاول جهات فرضه عليهم بالقوة- وجهة نواكشوط- الوارثة للنزاع من مجموعة نواكشوط الحضرية، فنشر القضية أمام العدالة وحكمها فيها لصالح سكان القرية لم يجد النور في التنفيذ على أرض الواقع .
فمنذ أقل من شهرين حشد سكان القرية جمعهم ليقوموا باحتجاجات رافضة لتفريغ عشرات الشاحنات حمولتها من النفايات في المكب القريب من القرية ، فحدث صدام عنيف بين سكان القرية وفرقة من الدرك الوطني استخدمت كلما لديها من وسائل لقمع السكان بالهراوات ومسيلات الدموع ليعيش سكانها أياما وليالي من الرعب بين ” أدية من روائح النفايت السامة ودخان مسيلات الدموع”.
فمنذ امس الأول عادت القضية الى الواجهة من جديد، حيث قام رجال الدرك بقمع السكان بمسيلات الدموع وضربهم بالهراوات واعتقال بعض الاشخاص الناشطين والمصميمين على ابعد شبح خطر النفايات عن حاضرتهم التي ساكنتها في زمن” كورونا ” بحاجة الى الغذاء والدواء بدلا من النفايات السامة.
فهذه مطالب سكان القرية التي بنادون بها على رؤوس الإشهاد لكن في هذه يصدق عليهم قول الشاعر عمر بن عدي :
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو نار نفخت بها أضاءت
ولكن انت تنفخ في الرمادي