ومضة …/ ما بني على باطل…/ الشريف بونا
نواكشوط 03 اغسطس 2020 ( الهدهد .م .ص)
ليس من المستغرب ولا من الصدف أن يقدم لنا نحن المجتمع الموريتاني الذي لا يتألم ولا يشعر بمرارة الحرمان من أبسط حقوقه في حياة كريمة، الدكتور رئيس جامعة نواكشوط أيام زيارة القذافي لموريتانيا التي كلف فيها باستقبال وضيافة ناقته -أن يقدم لنا درسا في المحاماة يرتكز على قاعدة “ما بني على باطل فهو باطل “..؟.
لقد تقلب الدكتور في العشرية الأخيرة بين وظائف لم يكن يحلم بالوصول إليها ، حيث تمكن خلالها من تصفية حسابات كانت أمنيته الوحيدة أن تتوفر له الظروف لذلك… فعاقب من عاقب بدون ذنب وكا فأ من كافأ بدون استحقاق…
إن وزير خارجية الرئيس السابق ومدير ديوانه في فترة عرف عنه سرعة استجابته في تنفيذ التعليمات بدون تردد ومن ذلك تلبيته الخارجة عن الأعراف الديبلوماسية باستقبال سفير دولة قطر في مكتبه بمجرد رن هاتف والتي اعترف هو أمام من وصفهم بنواب الإخوان واقلية من نواب الموالاة بما حدث بعدها وما ترتب على ذلك من حديث في “جزيرة تيدرة”…
لقد اتهم الوزير السلطتين التنفيذية والتشريعية بل حكم عليهما بتجاوز الصلاحيات ومحاولة تصفية الحسابات مع من ثبت من خلال تحقيق اللجنة معهم بعد مثولهم أمامها بالأدلة والبراهين شبه القطعية وهو منهم، أنهم مشمولون في التحايل على نهب خيرات البلد بدون رقيب من محكمة حسابات ولا من مفتشية عامة للدولة لأنهما كانا في المشد الحاضران الغائبان.
اما الرقابة على تسيير السلطة التنفيذية التي يتولاها بحكم الدستور البرلمان فمنذ أن ولد فهي مغيبة تماما، مما جعل الوزير يتباكى على عشرية يصدق في وصفها المثل الشعبي” لحمت لخريف أمدغ واعط الصاحبك. يمدغ” .
فالمال العام فيها مستباح ما هو ثابت منه ومنقول بهباته وقروضه المقدمة من الممولين والتي ستدفعها الأجيال القادمة ثمنها باهظا…
لقد نافح الوزير عفوا “السفير” عن عشر سنين عجاف شهدها البلد جثمت على صدر شعب تميز عن باقي شعوب العالم بأن حكمه “رئيس الفقراء ” الذي أبدع في الرفع من مستوى درجة تفقيره ليصبح هو باعترافه على نفسه يملك ثروة كسبها من دون “شبهة “. .
فصحيح معالي الوزير ماقلتم “إنما بني على باطل فهو باطل “.. لكن هل تنطبق القاعدة على كل زمان ومكان ام تنحصر في ظرف معين…؟