الصبر وفوائده ومكانته في الإسلام
نواكشوط, 10/05/2020
احتضن مسجد إذاعة القرآن الكريم امس السبت بمباني اذاعة موريتانيا محاضرة بعنوان “الصبر وفوائده ومكانته في الإسلام”.
ألقى المحاضرة فضيلة الأستاذ الفقيه أبوبكر ولد احمد الذي استهل حديثه بأن الصبر ركن مكين من الأخلاق التي هي شعار الأمة مستشهدا بحديث النبي الصلى الله عليه وسلم
” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” ومبينا تعريفه اللغوي، وهو المنع والحبس ويعني ذلك منع الجوارح وحبسها عن الرغبات والشهوات، فكأن الصابر يحبس نفسه فى د ائرة الخير واصطلاحا هو ثبات القلب أمام العواصف المؤدية الاضطراب، مبرزا ان الصبر أبو الفضائل كلها.
وقال إن الإنسان الصابر له القوة الفكرية على المواجهة فيصبر على مقتضيات الدين، وهو جهاد أكبر كما في الحديث رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر لأن ذلك جهاد مؤقت أما جهاد النفس فهو مستمر وقد قال تعالى “والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا”.
وبين المحاضر ان الإنسان المتصف بالصبر يكون شاكرا عند النعمة متواضعا صابرا عند النقمة ثابت لا تثنيه الإكراهات مهما كانت باعتبار الصبر سجية في بعض الناس وذلك أحسنه وٱكد له.
وأضاف المحاضر ان الله تعالى امتدح الصابرين في محكم كتابه فقال “إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” وقال تعالى “{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}”. فمن حصل على حب الله تعالى فقد فاز، وافلح والصبر على طاعة الله تعالى والصبر عن معصيته.
وحث على التخلق بالصبر لأنه من أخلاق الأنبياء، مبينا ان الأنبياء من أكثر الناس ابتلاء فقد ابتلاهم قومهم حين ما بعثوا إليهم ، فكذبوهم واتهموهم بالسحر والشعوذة والجنون وغير ذلك لكنهم لم يرجعوا عن طريق الحق.
واستفاض المحاضر مسترسلا نماذج من الرسل و الأنبياء والعلماء والصالحين وما اعد الله تعالى من جزيل الثواب لهم مقابل تحليهم بالصبر، فقد قال تعالى “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ” إلى غير ذلك مما أعد الله لهم من أجر وثواب يوم القيامة.