لجنة مسابقة أولمبياد العلوم ترد على رسالة تظلم

بسم الله الرحمن الرحيم
اللجنة الوطنية لمسابقات الرياضيات والعلوم (مواهب)
الأحد 06 ابريل 2025
توضيح حول تظلم

قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (سورة النور، الآية 6)

توصلت اللجنة بتظلم حول نتائج الدور الثالث من الأولمبياد الوطني للرياضيات والعلوم، وقد تم نشره على عدد من مواقع التواصل الاجتماعي من أجل محاولة تشويه اللجنة وغيرها من مصالح وزارة التربية الوطنية وإصلاح النظام التعليمي، هذا التشوية هدد به المعنيون إذا لم تنفذ طلباتهم قبل صدور النتائج صراحة وعلى الملإ ثم قاموا به عن سبق إصرار وترصد.
يحتوي هذا التظلم للأسف على عدد من المغالطات نوضح بعضا منها :
حل التلميذ ابن السيدة المتظلمة المحترمة في الرتبة السادسة في الدور الثاني من أولمبياد الرياضيات للروابع بتاريخ 23 فبراير 2025 من الأولمبياد بفارق 30 نقطة من 100 عن نتيجة الرتبة الثانية ولم يتظلم أحد حينها رغم أن منافسيه في الرتبتين الأولى والثانية هما نفس منافسيه الآن، وحل في الرتبة الثالثة في الدور النهائي 23 مارس 2025 بفارق كبير جدا عن الأول والثاني اللذين حافظا على الرتبتين الأوليين في كل من الدورين الثاني والثالث من الأولمبياد، فما وجاهة التظلم في الدور الثالث بعد قبول نتائج الدور الثاني؟
لم يحرم التلميذ من جائزة رئيس الجمهورية، بل حصل على المرتبة الثالثة منها، تلك الجائزة التي تهدف إلى اكتشاف وتشجيع الموهوبين من تلاميذ التعليم الثانوي في أي رقعة من التراب الوطني، وقد أثبت التلميذان الأولان تميزهما خلال مسابقات محلية وأخرى دولية لا يخضع تقييمها إلى المعايير المحلية، فهل كانت اللجنة هي من يعطي الميداليات في الأولمبياد الفرانكوفوني للرياضيات أو العلامات الممتازة في الكانغورو الدولي للرياضيات؟
أما شقيق التلميذ المذكور فقد حل في الرتبة التاسعة من مسار مستوى السنة الخامسة من مسابقة توسعة الفريق الأولمبي 28 دجمبر 2024، وكانت قد خصصت لهذا المسار عشرة مقاعد، ولكنه حل مترادفا مع ستة تلاميذ آخرين من بينهم بنت واحدة، ولم يعترض أحد على التصحيح والنتائج، وقد أجريت للسبع المترادفين مسابقة كتابية للترجيح وتم انتقاء اثنين منهم لتكملة العشرة، وبقي الولد المذكور والبنت وثلاثة آخرون ضمن لائحة الانتظار، وبعد ما لاحظت اللجنة النقص الكبير في عدد البنات المؤهلات، رأت ضرورة زيادته لاعتبارات وطنية ودولية مثل المشاركة في الأولمبياد الإفريقي للرياضيات الذي يتشكل فريقة من ثلاثة أولاد وثلاث بنات، ثم قررت إلحاق جميع البنات الموجودات في لوائح الانتظار للمستويات الثلاثة فكانت البنت هي أولى المترادفين الخمسة الباقين بأن تضاف إلى الفريق الأولمبي، فأصبح بذلك في الفريق سبع بنات من مجموع 41 تلميذا، ولما أثار هذا القرار حفيظة بعض الوكلاء، قررت وكيلة البنت المذكورة حرمانها من التكوين وسحبها من الفريق حرصا على التهدئة وبعدما تم توجيه كيل من الاتهامات لها وللجنة بعدم الأمانة، ففقدت البنت مقعدها عكس زميلاتها. فما ذنب تلك البنت إلا أنها كانت مترادفة مع التلميذ المذكور وأن ذويها لم يتحملوا الاتهامات والإهانات؟
لم يتأثر الابن المذكور بتلاميذ الفريق الأولمبي نهائيا لأنه لم يكن من ضمن الفريق تلاميذ الروابع أوالخوامس قبل هذه السنة نهائيا بل كان مقتصرا على السوادس والسوابع، فأين احتكار المقاعد لتلاميذ مواهب في الخامس الذي ليس فيه منهم أحد والذي يتكرر كل عام؟
وللتوضيح فإن المادة 32 من النصوص التنظيمية لمسابقات أولمبياد ورالي الرياضيات والعلوم لنيل جائزة رئيس الجمهورية للعلوم تنص على أنه يحق للتلاميذ أعضاء الفرق المشاركة في الدور الثاني من رالي العلوم السنة الماضية في مستوى الثالث والسادس على مستوى التجمعات الجهوية المشاركة تلقائيا في الدور الثالث من الأولمبياد الوطني للعلوم للسنة الحالية.
وتأتي هذه المادة ضمانا لحقوق 135 تلميذا بواقع تسعة تلاميذ من كل ولاية من ولايات الوطن، خاضوا مسابقات الرالي وتميزوا فيها خلال السنة الماضية، وتشجيعا لهم على المواصلة في التميز وتصديقا لمخرجات مسابقة الرالي واحتياطا من بعض الأخطاء المحتملة في التصحيح خلال الدور الأول أو الثاني من الأولمبياد، إذ لا يسلم العمل البشري من الأخطاء، وبناء على هذه المادة كان بعض التلاميذ من الفائزين في الرالي يشارك مباشرة في الدور الثاني أو في الثالث من الأولمبياد في سنته الثانية دون المرور بالدور الأول، ويحقق الفوز بجائزة رئيس الجمهورية، وبعضهم لا ينجح في الدور الأول أو الثاني، لسبب أو لآخر، ويتأهل للدور الثالث ويحقق نتائج طيبة، وهذا الحق ثابت ومكفول كل عام لمجموعة متجددة من 135 تلميذا من جميع ولايات الوطن منذ سنوات عديدة، لم يعترض عليه أحد من المعنيين وهو ضمان لاستقطاب التلاميذ المتميزين ومواصلة رعايتهم كهدف منصوص من أهداف جائزة رئيس الجمهورية للعلوم، وتأكيد لنتائج تصفيات شفافة ونزيهة تجري كل سنة على عموم التراب الوطني على مرأى ومسمع وبشهادة الوكلاء والأساتذة والسلطات الإدارية.
وقد استفاد من هذه المادة التنظيمية هذه السنة عدد من التلاميذ في الدور الثالث كان من بينهم خمسة في مستوى السنة الرابعة الإعدادية ـ محل التظلم ـ من مختلف ولايات الوطن، تمكن ثلاثة منهم من الدخول في العشر الأوائل في الدور الثالث، اثنان منهم حازا على الرتبتين الأولى والثانية بفارق كبير جدا عن التلميذ الحائز على الرتبة الثالثة، كما حازا على نفس الرتبتين في الدور الثاني من الأولمبياد في ولايتهما، وعلى نفس الرتبتين في تصفيات مسابقة توسعة الفريق الأولمبي المنظمة يوم 28 دجمبر 2024 فلا مجال للتقول بعدم أهليتهما للمشاركة في الدور الثالث من الأولمبياد.
التلميذان المذكوران أولهما حائز على الميدالية الفضية في مسابقات الأولمبياد الفرانكوفوني للرياضيات المنظمة يوم 22 مارس 2025، وهو من ثانوية الامتياز 4 أما الثاني فهو من الثانوية العسكرية وقد استفادا من عدة مخيمات للتكوين ودورات مكثفة في مجال الرياضيات الأولمبية منذ بداية السنة الدراسية بعضها بإشراف اللجنة وبعضها بالتنسيق مع جمعية أصدقاء الرياضيات، هذه التكوينات أهلتهما للمشاركة في مسابقات دولية في الرياضيات مثل الأولمبياد الفرانكوفوني والكانغورو الدولي للرياضيات والحصول على نتائج جيدة بمقاييس عالمية، وغير محلية.
واللجنة إذ توضح هذه الجوانب المتعلقة بوضعية الثلاثة الأوائل في الأولمبياد ، لتؤكد أن حق الجميع مكفول وأوراق جميع المشاركين بما فيها التلميذان المذكوران متاحة للتدقيق والمراجعة، كما أوراق التلاميذ الخمسة عشر الأوائل في كل مسار متاحة للتدقيق والمراجعة رغم خضوعها لثلاثة تصحيحات فردية متوازية وتصحيح رابع جماعي لتدقيق الترتيب وتصحيح خامس إضافي للخمسة الأوائل لتمييز المتفوقين حسب نظام التصحيح، وأن شبكات ومعايير التصحيح معلنة وموثقة وموقعة من طرف مجموعة من خيرة الأساتذة والمفتشين ذوي الخبرة والأمانة، كل ذلك من أجل الشفافية والأمانة والمحافظة على نظافة المسار المتعلق بجائزة رئيس الجمهورية.
أما مسألة إقصاء شقيق التلميذ من مسابقة مواهب، فقد كانت المسابقة مندرجة في إطار جهود اللجنة الوطنية للرياضيات والعلوم (مواهب) في توسعة الفريق الأولمبي الوطني المؤهل للمشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية في الرياضيات، وهذا الفريق يضم حاليا التلاميذ من مستوى الرابع الإعدادي إلى السابع الرياضي، ضمن مستويين: مبتدئين ومتقدمين، وفي كل سنة عندما ينجح تلاميذ السابع في البكالوريا يتم تعويضهم بإضافة عناصر جديدة من المستويات الأخرى، مع الاحتفاظ بمن كانوا ضمن الفريق من غير السوابع، ولذلك نظمت مسابقة لانتقاء بعض العناصر من أجل إضافتهم إلى الفريق. ومن شروط هذه المسابقة المعلنة والمنشورة للعموم هذه السنة ما يلي:
تفتح هذه المسابقة أمام التلاميذ المتميزين من مستوى السنة الخامسة أو السادسة الثانوية من شعبة الرياضيات في مؤسسات التعليم العام أو الخاص في مدينة نواكشوط،
يشترط في كل مشارك في هذه المسابقة الحصول على معدل في الامتحان النهائي خلال السنة الدراسية الماضية يفوق أو يساوي 15 من 20 في مادة الرياضيات إضافة إلى تزكية موقعة من أستاذ الرياضيات الذي يدرسه.
وبصفة خاصة، يتأهل تلقائيا للمشاركة في هذه المسابقة تلاميذ فرق رالي العلوم من مستوى الثالث الإعدادي ومستوى الخامس الثانوي والتلاميذ العشرة الأوائل على المستوى الوطني في الدور النهائي من أولمبياد الرياضيات من مستوى الرابع الإعدادي للسنة الماضية.
وهكذا فإن التلميذ المذكور لم يتعرض لأي إقصاء من مسابقة مواهب ولم يبعد إلى لائحة الانتظار بل كان هو سببا في إقصاء تلميذة من الاستفادة من التكوين، وربما كان هذا الإجراء الذي قامت به وكيلة التلميذة المحترمة تشجيعا لما حدث اليوم من محاولة تشويه اللجنة والاعتراض على النتائج بعد القبول بها لمدة أكثر من شهر.
وللتذكير فإن نص المادة 24 من النصوص التنظيمية لمسابقات أولمبياد ورالي الرياضيات والعلوم لنيل جائزة رئيس الجمهورية للعلوم يمنح للتظلمات فترة ثلاثة أيام بعد يوم إعلان النتائج خلال كل دور، واللجنة مستعدة لاستقبال ودراسة جميع التظلمات ضمن الآجال القانونية وإحقاق الحق وإنصاف من يثبت له حق، واللجنة لا تدعي العصمة من الأخطاء.
وفي الأخير فإن اللجنة تحتفظ بحقها في مقاضاة كل من يصفها صراحة بخيانة الأمانة، كتابة ومشافهة ، ويقذفها بالظلم وعدم النزاهة.
والله على ما نقول وكيل.

قال تعالى:
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ (سورة النساء، الآية 58).

مقالات ذات صلة