افتتاح النسخة الأولى من مهرجان الساحل للأدب والتراث الشعبي بانواذيبو

نواذيبو 24 نوفمبر 2024

افتتح معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو، مساء امس السبت بانواذيبو، النسخة الأولى من مهرجان الساحل للأدب والتراث الشعبي، المقام تحت شعار “تنوعنا الثقافي أساس هويتنا”، وذلك بحضور والي داخلت انواذيبو السيد ماحي ولد حامد.

ويهدف المهرجان، المنظم من طرف الاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي، إلى التعريف بالأدب وثقافة المنطقة والتنويه بتاريخها الناصع وتسليط الضوء على مقدراتها السياحية والاقتصادية.

ويشارك في هذه الدورة أدباء وفنانون من مختلف المدارس والأجيال، ويحضرها كم كبير من الشخصيات الثقافية والأدبية التي سيكون لها الأثر البالغ في إنجاح الرسالة الثقافية للاتحاد.

وقال معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، في كلمة الافتتاح، ان القطاع  ملتزم بمواكبة كل الأنشطة الثقافية والأدبية الجادة تنفيذا لبرنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني “طموحي للوطن”، الرامي إلى تثمين وصيانة تراثنا الأدبي الرفيع والذي تشرف الحكومة على تنفيذه بجدية واهتمام.

وأشار إلى أن قطاع الثقافة يعمل مع الاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي لتعزيز مكانة الأدب الشعبي الموريتاني وتشجيع الإبداع وتوفير فضاء رحب للمبدعين والسعي إلى تنويع أشكال الأدب الشعبي وتطويرها والحفاظ على التراث اللامادي من الضياع، جمعا وتوثيقا ونشرا.

وأكد معالي الوزير أن هذا العمل المشترك شمل كذلك إطلاق مشروعين هامين، هما مشروع موسوعة الأدب الشعبي، ومشروع كتابة الأدب الشعبي والعمل على توسيع قاعدة قرائه والمهتمين به من خلال نشر الوعي بأهميته وتعزيز التواصل بين الأدباء الشعبيين من مختلف المناطق عبر تفعيل فروعه في الداخل.

من جهته طالب رئيس جهة داخلت أنواذيبو السيد محمد المامي ولد أحمد بزيد، من القائمين على الشأن العام الوطني والمحلي، الدعم والإسهام في تطوير الثقافة وخاصة الموروث الشعبي وإعطائه الحظ الأوفر في كل الفنون من مسرح ومسابقات أدبية وعروض سينمائية.

من جانبه أعرب عمدة بلدية نواذيبو السيد القاسم ولد بلالي عن ترحيبه بالحضور، مؤكدا أن هذا المهرجان يمثل خطوة هامة لإحياء الساحة الثقافية بأنواذيبو وإعادة تسليط الضوء على الموروث الأدبي الثري الذي تزخر به المدينة، معددا جهود البلدية ومساهمتها في دعم العمل الثقافي باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز الهوية الوطنية وتنمية المجتمعات.

أما رئيسة الاتحاد الموريتاني للأدب الشعبي السيدة خدي بنت شيخنا محمد الاقظف فقد أكدت على أن الإتحاد الموريتاني للأدب الشعبي يعمل على تعزيز مكانة الأدب الشعبي على المستويين الوطني والدولي، وتطوير الثقافة الشعبية للبيت الموريتاني الواحد، تلك الثقافة القائمة على أربع دعامات أدبية هي الأدب الشعبي الحساني وهو أحد أهم أوجه التعبير الإبداعي في البلد، والأدب الشعبي البولاري وهو أحد أبرز أنواع التراث الأدبي في موريتانيا، والأدب الشعبي السوننكي و هو من أسمى ألوان أدبنا الشعبي وأكثرها حملا للقيم والتقاليد والأعراف، والأدب الشعبي الولفي الذي يعتبر أكثر تعبيرا عن الذات وتميزا في حماسته وايقاعه وكثافته الرمزية.

وأضافت أن الاتحاد يسعى من خلال تقوية هذه الدعامات الثقافية الاربع إلى الدفاع عن هويتنا الوطنية الموحدة بأربعة ألسن تسوق وجها حضاريا واحدا لأمة واحدة يجمعها وطن واحد ودين واحد، واليوم يجمعنا اتحاد واحد يخطو خطوات حثيثة نحو تشجيع الإبداع وتوفير فضاء للمبدعين لعرض أعمالهم، مؤكدة أن الاتحاد يسعى إلى تنويع أشكال الأدب الشعبي وتطويره والحفاظ على التراث اللامادي من الضياع.

ونبهت إلى أن هذا “المهرجان ليس مجرد حدث ثقافي آني، بل هو منصة للاحتفاء بسحر الكلمة وجمال الأدب وروعة التراث الشعبي الذي هو جزء لا يتجزأ من هويتنا ويعكس تاريخنا وقيمنا، ففيه نحتفل اليوم بتقاليدنا العريقة التي ما زالت حية في قلوبنا وعقولنا مجسدة في القصص الشعبية والأشعار والأمثال والألغاز والأحاجي والفنون التقليدية التي تعتبر مرآة لثقافتنا وجسرا بين الأجيال وصمام أمان لذاتيتنا الثقافية”.

وتخللت السهرة الافتتاحية فقرات مديحية وموسيقية بمختلف اللغات الوطنية، بالإضافة إلى إلقاءات شعرية شعبية.

حضر الافتتاح حاكم نواذيبو وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية بالولاية والمديرون الجهويون لبعض القطاعات الحكومية و عدد من الأدباء و الشعراء وبعض المهتمين بالثقافة

مقالات ذات صلة