أزمة عطش مستحكمة بنواكشوط.. وشكوى من تعاظمها وتكرارها
13 أغسطس, 2024
وفي ظلّ ارتفاع موجات الحرارة، وتحت أشعّة الشمس، يرابط المواطنون أمام أماكن بيع المياه بنواكشوط، للحصول على المياه التي يحتاجونها، ويتطلب الأمر منه المرابطة لساعات، ودفع مبالغ مالية يصفونها بالمرتفعة.
أسف للامبالاة
وعبّر المتضرّر من انقطاع المياه، محمد المصطفى ولد محمد لوكالة الأخبار المستقلة عن أسفه “لعدم مبالاة السلطات بما يحدث للمواطنين” مستغربا استمرار قطع المياه داخل عاصمة البلد، لافتاً إلى أنّه يشتري الماء غالبا عبر العربات، مع أن الفواتير تتتابع عليه نهاية الشّهر ويُلزم بدفع ثمنها.
واستنكر ولد محمد انقطاع المياه المتكرر، في القرن الـ21، داعياً الجهات المعنية للالتفات للشعب، وإيصال حقوقه “اللازمة” له، وتحمّل المسؤولية الشرعية، وتأديتها على أحسن وجه.
وذكر ولد محمد، أنّه يحمل المياه يوميا بعد شرائها، في الوقت الذي يصعب عليه ذلك، لمعاناته من حملِ الأثقال بسبب إجرائه لعملية طبية.
وقال حمزة ولد الشيخ، إنّ الشعب يعيش حالة من العطش تتفاقم بسبب انقطاع الماء عن الحنفيات بشكل دائم، مع زيادة أسعار ما يوجد منه لدى البائعين، حيث يصل سعر حاوية 200 لتر، من 400 إلى 700 أوقية قديمة، وقد تتجاوز ذلك.
بائع المياه، الشيخ سيدي محمد سالم، قال إنّهم يعانون من انقطاع الماء لمدة تقارب سنتين، موضّحاً أنّه يوجد من يعجز عن شراء حاويات المياه، مردفاً أنّ الباعة يجدون صعوبة في الحصول على المياه من أجل توزيعها على زبنائهم.
وأضاف ولد سالم أنّ الباعة تختلف في تحديد سعرٍ للمياه من 400 إلى 1000 أوقية قديمة، مع تخفيضه لزبناء خاصّين، بحكم معرفته لمدى احتياجهم وفاقتهم والوضع المادي الذي يعيشونه.
أزمة متكررة
وتعرف العاصمة نواكشوط تجدد أزمة العطش بشكل دوري، وترجعها الشركة في الغالب لأسباب تتعلق بخدمة الكهرباء، أو بارتفاع الطمي في النهر، أو غياب صيانة المعدات.
وكانت آخر هذه الأزمات المزمنة شهر أغسطس 2023، وهي نتيجة تراجع إنتاج آفطوط الساحلي الذي يغذي المدينة بمياه الشرب من نهر السنغال.
وقد أدى الرئيس محمد ولد الغزواني حينها زيارة لمحطات المعالجة والضخ في كرمسين مرورا بمحطات التصفية في بني نعجي وصولا إلى محطة التصفية الأخيرة المعروفة عند الكلم 17 على طريق روصو، وأصدر أوامر بفتح تحقيق لمعرفة أسباب الخلل.
وأكد ولد الغزواني حينها – وفق ما ورد في بيان صادر عن وزارة المياه – ضرورة العمل على إيجاد حلول “عاجلة لتخفيف وطأة هذه الأزمة”، وكذا العمل من أجل حلول مستديمة، تضع حدا نهائيا لمثل هذه الأزمات.